============================================================
المبحث الثاني (المحكم والمتشابه في القرآن العظيم دليل من سلك هذا المسلك: أ- الدليل من القرآن: واستدل أصحاب مسلك التأويل على صحة مسلكهم، بقول الله تعالى: { هوالزى أنزل عليك الكثب منه مايلك فخكمي هن أم الكللب وأخر متشيهني فأما الذين فى قلوبية زتيغ فيتبعون ما تشبه منه أبتفاء الفتنة وأبتغاء تأويلهه وما يعلم تأويله إلا الله والرسخون فى العلو يقولون، امنا يوه كال من عند رينا.
فقوله تعالى: والرسخون فى العلو}، يحتمل أن يكون ابتداء، ويحتمل أن يكون معطوفا على لفظ الجلالة، فعلى الأول يكون المراد بالآيات المتشابهة ما استأثر الله بعلمه، كوقت قيام الساعة وما شابهها مما لم يجعل الله سبيلا للخلق إلى علمه.
وعلى الثاني: المراد بالآيات المتشابهة ما كان ظني الدلالة؛ أي يحتمل أوجها عديدة من حيث اللغة العربية، فعليه يكون (الراسخون في العلم) داخلين في الاستثناء، لأن الله مدحهم بالرسوخ في العلم، فكيف يمدحهم وهم جهال؟! وقد قال ابن عباس: "أنا ممن يعلم تاويله"(1)؛ فيكون المعنى: إن الله تعالى يعلم تأويل الآيات المتشابهات والراسخون يعلمونه، وهذا دليل لصحة تأويل الآيات المتشابهات عند من سلك هذا المسلك،.
وفي ذلك قال الإمام أبو نصر القشيري الأشعري (ت/514ه)(2) في "التذكرة (1) انظر: القرطبي، الجامع لأحكام القرآن (17/4). وحديث ابن عباس: "أنا ممن يعلم تأويله"، رواه الطبري "جامع البيان في تأويل القرآن" (206/6) بسند صحيح كما في لاموسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور" (1/ 400) للدكتور حكمت بن بشير بن ياسين (2) هو عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، الأستاذ أبو نصر، الإمام العلم، من علماء نيسابور، من بني قشير. علث له شهرة كأبيه أبي القاسم القشيري. كان من العلماء العاملين الذين نصروا مذهب الأشعري، وباحوا بأشد النكير على مخالفيه من المجسمة. زار بغداد في طريقة إلى الحج ووعظ بها، فوقعت بسببه فتنة بين مجسمة الحنابلة والشافعية فاستدعاه نظام
Page 112