وربما جاء المتن صحيحا أو حسنا، وفي إسناده أحد الضعفاء معلنا، كهذا الحديث الذي رويناه بإسنادين أحدهما فيه ضعيف، لكن لا تأثير لضعفه لما بيناه.
ومن فوائد سنده: معرفة المغير من الأسماء، ووسمته ب: الأنباء المسيرة في الأسماء المغيرة، وللعلامة الحافظ أبي المظفر يوسف بن محمد بن مسعود بن محمد السرمري مصنف في ذلك.
ووجه هذا النوع في الحديث أن صحابيه وهو عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما كان اسمه العاصي، كاسم جده، فلما أسلم -وكان إسلامه قبل أبيه- سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، فاشتهر بهذا الاسم ونسي اسمه الأول.
ومن النوادر: أن عبد الله بينه وبين أبيه عمرو في الميلاد إحدى عشرة سنة أو اثنتي عشرة سنة.
وكان عبد الله أحد العباد المجتهدين والعلماء المكثرين، جمع بين القرآن والتوراة حفظا، توفي سنة ثلاث وستين، وقيل سنة ثمان وستين، وقيل سنة ثلاث وسبعين بمكة، وقيل بالطائف، وقيل بمصر، وقيل بفلسطين. رحمه الله ورضي عنه.
ويدخل هذا الحديث في نوع الموافقات والأبدال، وهو: أن يروي حديثا هو في كتاب من الكتب المشهورة من غير طريقه، إلى شيخ من شيوخ مصنف الكتاب، فتقع الموافقة مع المصنف في شيخه مع علو طريق الراوي على الطريق إلى المصنف، وقد تأتي الموافقة بلا علو، وتأتي مع نزول، والكل يسمى موافقة.
Page 420