331

Majālis fī tafsīr qawlihi taʿālā: Laqad manna llāhu ʿalā l-muʾminīn idh baʿatha fīhim rasūlan min anfusihim.

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

Genres

1- أما نعمة الإسلام: فقد حصلت بمحمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فلولاه ما كنا مسلمين، ولا علمنا شرائع الدين ولا وجوه الأحكام.

2- وكذلك نعمة الله بالقرآن.

3- ونعمته بمحمد عليه أفضل الصلاة والسلام. وهذه الثلاث مذكورات في قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين} أثبت لهم الإسلام. {إذ بعث فيهم رسولا} دخلت في هذا نعمته سبحانه بمحمد صلى الله عليه وسلم . {من أنفسهم يتلو عليهم آياته} فدخلت نعمة الله بالقرآن.

4- وأما نعمته بالستر قد حصلت أيضا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، عاما وخاصا، دنيا وآخرة، فمن العموم: أن الله تعالى جعل هذه الأمة آخر الأمم، فلا أمة بعدها تقف على ذنوب بعض هذه الأمة، ولا على انتقام الله عاجلا من بعض من استحق العقوبة منهم، وأي ستر أعظم من هذا لهذه الأمة بين الأمم؟!

ومن الستر الخاص: درء الحدود بالشبهات، وجريان الشريعة على الظاهر. قال الله عز وجل: {وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف} ولم يقل: وعلى الآباء، لأن المولود له صادق على الآباء وعلى من ولد على فراشه ولم يكن منه جاهلا ذلك، فيعطى حكم الولد للصلب فلهذا -والله أعلم- عدل عن ذكر الآباء إلى قوله تعالى: {وعلى المولود له} لأن الدين مبني على الظاهر، والله يتولى السرائر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((الولد للفراش)).

Page 387