181

Majālis fī tafsīr qawlihi taʿālā: Laqad manna llāhu ʿalā l-muʾminīn idh baʿatha fīhim rasūlan min anfusihim.

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

Genres

وأهل هذه البيعة كل منهم بايع مرة مرة إلا رجلين: أحدهما عبد الله ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، فإن أباه أرسله يومئذ إلى فرس له عند رجل من الأنصار يأتي به ليقاتل عليه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع عند الشجرة، وعمر لا يدري بذلك، فبايعه عبد الله بن عمر ثم ذهب إلى الفرس، فجاء به إلى عمر وأخبره بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع تحت الشجرة. قال: فانطلق، فذهب مع أبيه حتى بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قيل: وبايعه ابن عمر ثانية بعد أبيه.

والثاني: أبو إياس -ويقال: أبو مسلم- سلمة بن عمرو بن الأكوع، واسم الأكوع سنان بن عبد الله بن قشير الأسلمي، بايع يوم الحديبية مرتين. وثبت في ((صحيح مسلم)) من حديث عكرمة بن عمار، حدثني إياس بن سلمة، حدثني أبي قال: قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة لا ترويها. قال: فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبا الركية، فإما دعا وإما بصق فيها. قال: فجاشت فسقينا واستقينا.

قال: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعانا للبيعة في أصل الشجرة. قال فبايعته أول الناس، ثم بايع وبايع، حتى إذا كان في وسط الناس قال: ((بايع يا سلمة)) قال: قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس. قال: ((وأيضا)) قال: ورآني رسول الله صلى الله عليه وسلم عزلا -يعني ليس معه سلاح- قال: فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حجفة أو درقة، ثم بايع، حتى إذا كان في آخر الناس قال: ((ألا تبايعني يا سلمة!)) قال: قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس وفي أوسط الناس، قال: ((وأيضا)) قال: فبايعته الثالثة ..، وذكر الحديث بطوله.

وكتب إلي بعض حفاظ مكة -زادها الله شرفا- سؤالات، منها: وما الحكمة في مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم لسلمة بن الأكوع يوم الحديبية مرتين؟.

Page 228