============================================================
وهو مخلوق من ضلع من أضلاعه ، نعوذ بالله من العمى ، وارتكاب 107 الهوى ا . وأما القول في كيفية نزول الوحي على النبي (ص) وعلى غيره من الأنبياء فنقول : ان الفرق بيننا وبينهم ان نفوسنا اللطيفة خادمة لطبائعنا (1) ، ومعنى ذلك ان نفوسنا اللطيفة خادمة لشهواتنا وملاذنا و وآرائنا الجسمية الدنياوية ، ونفوسهم بالعكس من ذلك لكون طبائعهم خادمة لنفوسهم ومسخرة لأمرها فمن هذه الجهة صارت نفوسنا محتاجة ال طلائعها التي هي الحواس الخمس في نأدية معرفة الأشياء اليها ، ولا نكاد نتصور من الأمور إلا ما وصل اليها من جهة الحواس الخمس، و الأنبياء يتصورون بنفوسهم الشفافة من دون وساطة الحواس في معالم (2، الدين والآخرة ما يوردونه علينا ونؤديه نحن إلى أنفسنا من جهة الاسماع ، وهم بقوة المناسبة بينهم وبين الملائكة في اللطافة من حيث جوهر النفس تراؤن للملائكة ويستملون منهم ، ويأخذون عنهم ، ثم يؤدون الينا ما 108 أخذوه بالعبارة ا الجسمية المنطقية بما يجمعنا واياهم من المناسبة في ذلك قال الله تعالى : "نزل بيه الروح الأميين*على قلثبك" (2) ولم يقل على سمعك ، وقال : " لتكون من المنذرين . بلسان عربي بين" (4 تجسما له بالأشكال والحروف ، على أن النبي (ص) كان اذا تغشاه الوحي تلحقه كلفة عظيمة ، وتناله مشقة كبيرة ، وكان يتصبب عرقا ويصير مأخوذا عن نفسه مغمورا في حاله حتى لو قطعت والعياذ بالله بضعة من جسده لما أفاق له، وهذا معروف مشهور، ومن أجل هذا الاستغراق نسب اليه الجنون وللذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء، ولله المثل و الأعلى . وسيأتي تمام هذا القول في المجلس الآتي بمشيثة الله وعونه (1) لطبائعنا : لطباعنا في ذ (2) معالم : عالم في ذ (3) سورة :194،193/26.
(4) سورة :195،194/26.
Page 103