399

al-Majālis al-Muʾayyadiyya

المجالس المؤيدية

Genres

============================================================

نفسه فقد عرف ربه " ما سمعه مستمع ، وانتفع به باذن الله منتفع ، وقيل لكم [ ان منتهى شوط المفسر له من مخالفيكم أن يقول : ) 11، ان الانسان اذا رأى كيف استخلصه الله من الشراب والطعام ، ودرجه في مدارج الأصلاب والأرحام ، وأخرجه الى فضاء هذا العالم وهو ضعيف في خلقه ، وعاجز عن الكفالة بنفسه ، فلم يزل ينشئه وبربيه ويزيده وينميه ، حى أفضى به الى ثمام الخلقة ، وكمال الفطرة ، قامت له الدلالة على توحيد الله جلت عظمته ، وانه هو الله الذي لا شريك له ، ولا يقدر على هذه الأفعال غيره ، وننبهتم على أن هذا القول معيب من حيث يظن مفسرهم آنه فيه مصيب وذلك ان الفعل الصادر الى الوجود بالآلات والأدوات (2) هو بفعل الخلايق أشيه منه بفعل الخالق ، ولمتا كان وجود الانسان متعلقا بوجود 43 أرض وسماء ووالدين ، وشراب وطعام ، ولايصح وجوده إلاةا بهذه المقدمات حكمنا بكونه فعل الله سبحانه بوسائط . وقسمنا فعله جل جلاله قسمين : أحدهما الانسان وما يجري مجراه من الخلق المتنع وجوده الا بوساطة السماء والارض (والأشياء المقدم ذكرها ، والآخر السماء والأرض نفسهما] (3) اللتان أنشأهما الله سبحانه بوساطة امره ، ولا واسطة هناك غيره ، وقلنا : انه اذا كانت القضية هذه كان قول رسول الله من عرف نفسه عرف ربه معنى لم يحيطوا بعلمه ، ولم يأتهم تأويله ، خص الله أنمة دينه بجماله وأفقر (4) الناس الى ما عندهم فيه ، ووعدنا بشرحه في المجلس الأني ، ونحن نورده بحول الله وقونه.

(1) سقعلت الكلمات المحصورة في ذ (2) الأهوات : سقطت في ذ (2) سقطت الكلمات المحصورة في ذ (747) وافقر : وافقوا في ق.

Page 55