============================================================
المجالس العؤبدية فقول أن الصلاة قيام وركوع وسجود ، فهذه الأقسام الثلاثة استوعبت أشكال كل شخص موجود فى العالم ، وذلك لأنه لا يخلو من شىء يشبه القائم ، وأخر يشبه الراكع ، وآخر يشبه الساجد ، فقد دل ظاهر هذا الوضع على ان صاحبه اشرف مواليد العالع ، وأنه حائز فضيلة جميع ما هو فى صورة القائع والراكع والساجد ، نباتا وحيوانا .
والصلاة مشتفة اللفظ من السابق والمصلى وله شرح ، ومن قولهم : صليت العود . وتصلية العود هى أن يقرب العود اليابس من النار ، فيأخذ منها بحظ من الحرارة يلينه ، فيقومه المقوم أو يعوجه كما يريد . فشبه العصلى بذلك العود اليابس، لانه إذا أسبغ وضوعه ، وتقدم إلى موضع صلاته ، وأعتقد أنه واقف بين يدى ربه تعالى لمناجاته ، يجرى فيه من ماء خشية الله تعالى ما يلين صليبته ، ويسلس قيادة . فكيف يجوز التهاون بما هذا تأثيره فى النفوس الإنسانية فى كل يوم وليلة خمسة أوقات؟
وأما موقع الفائدة فى الزكاة فهو أن تصير فضلات مال الأغنياء إلى الفقراء، فتلم شعشهم، وتصلح حالهم . ووجه الحكمة فى ذلك وضىء ، لا ترهقه قترة ، وسوى هذا مما هو محجوب عن أكثر الناس أن الأنبياء والأوصياء والأئمة هم ملوك اليانات ، وهم لها ممنزلة الشمس والفمر والنجوم لدار الدتيا . وكما أن الموجودات الجسمية الفائمة فى دار الدنيا لا وجود لها إلا بها ، فلا وجود لموجودات الديانات الى تصيب الآخرة إلا بهم . فالناس مطوقون بطوق رياستهم ، ومأخوذن إلى الاذعان لهم ، وتقلد قلادة طاعتهم وتآدية زكاة رعوسهم ، وزكاة أموالهم إليهم
Page 218