9

Māʾiyyat al-ʿaql wa-maʿnāhu wa-ikhtilāf al-nās fīhi

مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه

Editor

حسين القوتلي

Publisher

دار الكندي

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٣٩٨

Publisher Location

دار الفكر - بيروت

ثمَّ قَالَ ﴿يحرفونه من بعد مَا عقلوه﴾ يَعْنِي عقل الْبَيَان
وَآخَرُونَ لَهُم عقول الغرايز لَا يعْقلُونَ الْبَيَان وَلَا الْمُبين عَنهُ بالفهم لَهُ إِلَّا أَنهم يسمعُونَ بلغَة يعرفونها كلَاما لَا يعْقلُونَ مَعَانِيه بالفهم لَهُ كمشركي الْعَرَب فَقَالَ ﴿إِن هم إِلَّا كالأنعام بل هم أضلّ سَبِيلا﴾
فَلم يعقلوا مَا قَالَ ﷿ لإعجابهم برأيهم ولتقليدهم آبَاءَهُم وكبراءهم وَقد كَانَت لَهُم عقول غرايز يعْقلُونَ بهَا أَمر دنياهم
وَلَو تركُوا الْإِعْجَاب بِالرَّأْيِ وتقليد الكبراء ثمَّ تدبروا لعقلوا مَا قَالَ الله وَلَكِن أعجبوا بآرائهم وقلدوا كبراءهم
فَقَالَ ﷿ ﴿وهم يحسبون أَنهم يحسنون صنعا﴾
وَقَالَ جلّ ثَنَاؤُهُ ﴿أَفَمَن زين لَهُ سوء عمله فَرَآهُ حسنا﴾
وَقَالَ ﴿وَيَحْسبُونَ أَنهم على شَيْء أَلا إِنَّهُم هم الْكَاذِبُونَ﴾
فَلم يعقلوا مَا قيل لَهُم كَمَا عقله المحرفون للسان بَعْدَمَا عقلوه

1 / 213