25

Māʾiyyat al-ʿaql wa-maʿnāhu wa-ikhtilāf al-nās fīhi

مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه

Editor

حسين القوتلي

Publisher

دار الكندي

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٣٩٨

Publisher Location

دار الفكر - بيروت

فقد عقل أَي رب يعبد وَأي ثَوَاب يطْلب وَمن أَي عِقَاب وَعَذَاب يهرب وَأي نعيم يشْكر وَالشُّكْر أَيْضا مِمَّن هُوَ وَمن من بِهِ
فَلَمَّا عقل ذَلِك كُله عَن ربه اسْتَقل واستصغر جَمِيع دؤوبه واجتهاده لعَظيم مَا عقل من جَمِيع ذَلِك
وعقل عَن الله تَعَالَى مَا وصف بِهِ نَفسه أَنَّهَا بالسوء أَمارَة وللذنوب مسولة وَأَنَّهَا هِيَ الَّتِي جنت عَلَيْهِ مَا قد أَحْصَاهُ ربه عَلَيْهِ وَلم يَأْمَن أَن يكون قد حل بِهِ غَضَبه وَأَنه لَا يكَاد يعدل فِي بعض أَحْوَاله أَن يتَعَرَّض لبَعض مساخطه وَأَنه قد لَزِمته عَظِيم حجَّة مَا خص بِهِ من الْعلم وَمَا من عَلَيْهِ بِهِ من الْمعرفَة دون أَكثر الْعَوام فَاسْتَكْثر قَلِيل طاعتهم واستعظمها مَعَ استصغار كثير الطَّاعَات من نَفسه لِأَنَّهُ أعلم بِنَفسِهِ وبذنوبه من ذنوبهم وَأَن الْحجَّة عَلَيْهِ أعظم مِنْهَا عَلَيْهِم
وعقل قدر من عَصَاهُ وَخَالفهُ فِيمَا أمره بِهِ فعقل قدر عَظمَة من عَصَاهُ وَشدَّة غَضَبه وَشدَّة عَذَابه وهول الْمكْث فِي عِقَابه إِن لم يعف عَنهُ

1 / 229