Maidat Aflatun
مائدة أفلاطون: كلام في الحب
Genres
إن هيراقليط أخذ بعلم الهيلوزويسم
Hylozoisme ،
1
ولكنه كان يهتم بتحول الأشياء وتغيرها أكثر من اهتمامه بمادتها؛ فلذا هو يخالف بارمنيد الذي كان معاصرا له، وهكذا يمكن فصل هيراقليط عن الفلاسفة الأقدمين الذين كانوا يهتمون بالمادة، ووضعه في طليعة الحركة الفلسفية التي كان هو من أوائل رجالها ، ومن أهم تلاميذه كراتيل الذي كان من أساتذة أفلاطون، وقد اشتغل هيراقليط بالسياسة، وحارب الديموقراطية، وكان غامض العبارة حتى إنهم لقبوه بهيراقليط الغامض.
وكان هيراقليط هذا يقول بأن الكل يتحرك، والكل يسيل، والكل يصير الكل، والكل هو الكل. ومن قوله: النهار والليل والنوم واليقظة والشباب والشيخوخة كلها أشياء واحدة، والطين الذي تصنع منه سائر الموجودات هو مادة واحدة تتشكل بأشكال مختلفة. إن العالم محتاج إلى التحريك لئلا يعتريه الفساد. لا شيء موجود؛ الكل هو الوجود. الكل يشمل المتناقضات، وقانون الصيرورة يعود إلى قانون اتفاق الأضداد؛ أي كون الأضداد هي الأشياء بذاتها، وكل الأشياء تولد من هذا العراك.
وهيراقليط يبحث في هذه الفوضى عن الانسجام؛ لأنه لا يقول بالمصادفات وبحدوث الأشياء اتفاقا وعرضا. ومن قوله أن النفوس الجافية لا تعرف أن الخير والشر يجتمعان في أثر واحد كما يجتمع في الانسجام العود والقيثار، وكل له أنغام مخالفة لأنغام الآخر؛ وهذا الانسجام هو القانون الإلهي. (4-1) إمبيدوكل
إمبيدوكل من أغرب وأعجب هؤلاء الفلاسفة الأقدمين؛ فهو شاعر وخطيب سياسي ونبي مطهر؛ فيقوم بالمعجزات ويحيي الموتى ويوقف الأوبئة، ويطوف شوارع أجريجتيه محزما ومتوجا بتيجان خضراء، ومعبودا كأنه بعض الأرباب، وقد انتحل من الفيثاغوريين تعاليمهم الدينية والأدبية؛ وعلم الكائنات الذي قال به هو توفيق بين بارمنيد وهيراقليط؛ فهو يعترف بوجود بعض المواد التي لا تخلق ولا تهلك، وينسب كل تغير وتحول إلى انفصال وارتباط تلك المواد؛ لا شيء يعدم ولا شيء يخلق؛ فليس هناك إلا انفصال وارتباط العناصر. والعناصر أربعة: الأرض والماء والهواء والنار. والقوى المحركة هي الحب وهو مبدأ الاختلاط والاتحاد، والبغض وهو مبدأ الانفصال والانحلال. (4-2) ليوسيب
لا يعرف عنه شيء تقريبا، ولا يمكن تمييزه عن تلميذه وصديقه ديموقريط (460)، وكان غنيا جدا، ووقف أمواله على السياحة والأبحاث العلمية، وقضى خمس سنين يجاور علماء الهندسة المصريين، ولا يعلم عن تاريخ سفره إلى أثينا شيء، وهو كإمبيدوكل يريد التوفيق بين التعدد والصيرورة؛ أي التجربة. والحل الذي لجأ إليه ديموقريط هو القول بالجوهر الفرد (أتوميزم)؛ فقال: إن الكائن ليس هو الواحد كما ظن بارمنيد، إنما هو مكون من عدد غير محدود من الذرات والوحدات الأبدية غير المنقسمة متشابهة، متحركة على الدوام في الفراغ غير المحدود؛ فبقاء الكائن أمر يمكن التوفيق بينه وبين التحول. لا شيء يأتي من العدم، ولا يمكن هلاك شيء من الموجودات، إنما الميلاد والنمو والموت يمكن تفسيرها بارتباط وانفصال الذرات الأولية المتحركة في الفراغ؛ وتغيير الصفة يرجع إلى تغيير الوضع في الفراغ. ويعلل ديموقريط هذه الحركة بحركة سابقة لها، وهكذا ينسب الحركة السابقة إلى حركة أسبق من الأولى.
وقد انتقد أرسطو هذا الرأي، وقال كان الأولى به أن يقول بأن هذا السؤال لا جواب عليه؛ لأن الأشياء كانت على ما هي عليه أبدا؛ وأنه لا مجال للبحث عن قاعدة أو قانون. (4-3) أناكساجور
من أهل كلازومنيس، ولد عام 500، وتوفي عام 428، أحد الفلاسفة الأيونيين، جاء أثينا وأقام بها ثلاثين عاما، وبها تلقى عليه العلم أيربيد، وشاهد تشييد البارتينون، وعرف فيدياس، وصادق بريكليس، وحظي بحديث أسبازيا.
Unknown page