م. الثاني :
الأكل؛ يمكن ما بيطبخش يوم ولا اتنين في الأسبوع، والباقي يا عند التالت يا عندي. ساعة الغدا بالظبط أبص الاقيه جاي وفاتح موضوع وييجي الأكل ياكل بعد شوية، تيجي مراته تسأل عليه يقعدها، شوية العيال يتسحبوا هم رخرين وييجوا، بالظبط اتحول تمام بقى زي عمه الطالب صورة طبق الأصل.
م. الأول :
عيب يا تاني اللي بتقوله ده، انت زي القطط تاكل وتنكر. يا دكتور أظن وريتك ازاي ضيعت عليهم شبابي، إزاي ضيعت مستقبلي وسبت الجامعة واشتغلت كاتب في محل ساعاتي عشان أعلمهم، يعني فضلتهم على نفسي وكان أحب حاجة على قلبي إنهم يبقوا أحسن مني ألف مرة، اللي حصل إني بعد كده بصيت لقيتهم اتخرجوا ده بقى مدرس في الجامعة، وده في البوليس، وده بياخد ماهية الشيء الفلاني، وده الشيء الفلاني، وانا الوحيد اللي طلعت م المولد بلا حمص، كنا اشتغلنا في تصنيع الساعات هنا بعد الثورة بسنة وكانت ماهيتي يوميها وصلت بالعافية عشرين جنيه، ولقيتني مجوز ومخلف تلات ولاد وبنتين، ما يغركش يا دكتور حكاية مدير عام مساعد دي، ده المصنع كله فيه بالظبط سبع ساعاتية منهم واحد خرج، وابن الحج بيدير المحل، وانا بساعده. كنت منتظر إنهم زي ولاد الحلال كل واحد فيهم ييجي آخر كل شهر، ويقول لي يا محمد يا خويا خد الخمسة جنيه دي وللا العشرة جنيه، إنت صاحب عيال يرد بيها جزء من الدين، ولا حد فيهم سأل، كل واحد بقى يقول ياللا نفسي.
م. الثاني :
بقى احنا اللي بنقول يالله نفسي يا أول؟ يا أخي إن ماكنتش مكسوف من الناس، انكسف من ربنا يا أخي.
م. الأول (مواصلا كلامه وكأنه لم يسمع) :
أنا مش نفسي بس، أنا خمس عيال في رقبتي وأمهم عايزين ياكلوا ويشربوا ويتعلموا وأضمن لهم مستقبلهم، الواحد منهم اتخرج وبياخد ماهية، وأكيد مش لازم له قرشين الأرض بتوعه إنما يلزموني أنا، يعينوني، يريحوا مخي ده اللي كان حيطق من كتر التفكير. غلط بقى إني اشتريت من التاني أرضه، اشتريتها مش شحتها ولا نهبتها؟ غلط أحاول أشتري أرض التالت وهو كيف كان حيبيعها؟ يعني كويس إنها كانت تطلع بره، كان دلوقتي حضرته بقى مستريح ومبسوط؟ أنا صرفت عليهم دم قلبي وطالع لي خمسة، أجيب منين شبابي ثاني عشان أصرف عليهم وأعلمهم، وانا عجزت واللي راح مني عمره ما حيرجع.
م. الثاني :
الكلام حلو وجميل. حد يقدر يقول فيه حاجة؟ راجل بيدافع عن مصالح أولاده، ومعظم الناس في الدنيا يبقى لها دايما هدف نبيل قوي زي ده، ضمان مستقبل ولاده في الحالة دي لو طمعت الناس مش حتلومني، لو سرقت حتى ما حدش حيلومني، لو نصبت، لو زورت لو جبت أخويا بالعافية عشان أدخله المستشفى، وآخد أرضه محدش يلومني، ده صحيح يا دكتور، هو عمه الطالب تمام، الجدود بتفضل مستخبية فينا لغاية غصب عنا ما تطلع، الشاب في مطلع شبابه يثور على بخل أبوه ويفضحه ويشنع عليه في كل حتة، وبعدين يكبر شوية يبتدي يقرب من سن أبوه تبص تلاقيه بخيل زيه بالظبط، ويمكن أبخل منه. العشر فدادين بتوعنا دول مش أصلهم عشرة، دول عزبة كبيرة بيقولوا إنها كانت تلتميت فدان سابهم جدنا الكبير قارون، ودبقهم م المليم والصلدى ... بيقولوا كان هدومه كلها جلابية واحدة يلبسها صيف وشتا، ومن غير ملابس تحتها خالص، وكان يربي الفراخ لغاية ما تكبر فما يهونشي عليه ويبيعها، وسبب موته إن جت كوليرا للفراخ فمات منها عشرة في يوم ماهانوش عليه، كلهم كلهم. وكان بيطلع الفلوس بالفايظ وعمره ما رحم حد.
Unknown page