وصار الجبل نفسه سراته وهو الحجاز وما احتجز به في شرقيه من الجبال وانحاز إلى ناحية فيد والجبلين إلى المدينة، وراجعا إلى أرض مذحج من تثليث وما دونها: حجازا، والحجاز يجمع ذلك كله.
وصارت بلاد اليمامة والبحرين وما والاهما العروض، وفيها نجد وغور لقربها من البحر وانخفاض مواضع منها ومسايل أودية فيها، والعروض يجمع ذلك كله.
وصار ما خلف تثليث وما قاربها إلى صنعاء، وما والاها من البلاد إلى حضرموت والشحر وعمان وما يلي ذلك: اليمن، وفيها التهائم والنجد، واليمن تجمع ذلك كله.
وهذا تقسيم - كما يرى - يجعل جنوبي الجزيرة كله من اليمن، والشائع غير هذا.
ويمكن أن تقسم الجزيرة تقسيما طبيعيا إلى ثلاثة أقسام: الشمال والوسط والجنوب؛ فالشمال ما بين شاطئ مدين ورأس الخليج الفارسي وما يتصل به شمالا، وهو صحراء حجرية في الشمال، رملية في الجنوب، ولكنها بعد المطر تنبت مراعي واسعة، وأكثر سكان هذا القسم بداة رعاة.
والوسط الحجاز ونجد والأحساء، وكثير من جهاته قاحل فيه آبار وغدران، وكثير من بقاعه تجري فيه أودية كبيرة، فتنبت المراعي والزرع والشجر، وفيه كثير من القرى والمدن.
وأما القسم الجنوبي ففيه هضبة عسير واليمن في الغرب، والجبل الأخضر في الشرق، والهواء فيها معتدل بارتفاعها وقربها من البحر، والأمطار كثيرة، والأرض مغلة، وأكثر الناس حضر.
وسيول اليمن تجري في أودية دائمة وبعضها يهبط إلى تهامة، فينبت بها واحات كثيرة في الغرب والجنوب، ولكن خصب اليمن لا يمتد إلى الشرق طويلا ؛ فوراء الهضب الصحراء الكبيرة أو الربع الخالي.
وفي حضرموت قرى كثيرة غنية.
هذا إجمال تقسيم الجزيرة تقسيما طبيعيا، وفيما يلي تفصيل القول قليلا في هذه الأقسام. (2-1) القسم الشمالي
Unknown page