243

Maghanim

المغانم المطابة في معالم طابة

Publisher

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Genres

فوهب له وأقطعه (^١).
وقال يا قوت: كان أول من زرع بالمدينة واتَّخذ بِهَا النخل وعَمَّرَ بِهَا الدور والآطام، واتَّخذ فيها الضياعَ العماليقُ، وهم بنو عملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح، ونزلت اليهودُ بعدهم الحجاز، وكانت العماليقُ ممن انبسط في البلاد فأخذوا ما بين البحرين وعُمان والحجازَ كله إلى الشامِ ومصرَ، فجبابرة الشام، وفراعنة مصر منهم، وكان منهم بالبحرين وعُمان أمة يسمون جاسم، وكان ساكنو المدينة منهم، وهم بنو هَف وسعد بن هفان، وبنو مطرويل، وكان بنجد منهم بنو بديل ابن راحل، وكان ملك الحجاز الأرقم بن أبي الأرقم (^٢).
وكان سببُ نزول اليهود المدينة ما قدمناه في أول الفصل أن موسى ﵇ بعث بعثًا إلى الكنعانيين حين (^٣) أظهره الله تعالى على فرعون، فوطأ الشام وأهلك من كان بِهَا منهم، ثم بعث بعثًا آخرَ إلى الحجاز إلى العماليق، فأبادوهم إلى آخر القصة المتقدمة.
ثم لحق بِهم بعد ذلك بنو الكاهن بن هارون ﵇، فكانت لهم الأموال والضياع بالسافلة، وهي ما كان من أسفل المدينة إلى أحد وقبر حمزة ﵁، والعالية ما كان فوق المدينة إلى مسجد قُباء، وما وَالَى ذلك من مطلع الشمس، فزعمت بنو قريظة أنَّهم مكثوا كذلك زمانًا طويلًا، ثم إن الروم ظهروا على الشام فقتلوا منهم خلقًا كثيرًا، فخرج بنو قريظةَ والنضيرِ وهدلٍ هاربين من الشام يريدون من بالحجاز من بني إسرائيل ليسكنوا معهم، /٨٧

(^١) معجم البلدان ٥/ ٨٦.
(^٢) معجم البلدان ٥/ ٨٤، تاريخ الطبري ١/ ٢٠٣، ابن خلدون ٢/ ٣٠.
(^٣) في الأصل: (حتى).

1 / 244