305

الثالث : أن يساعد اصحابه في السفر ولا يحجم عن السعي في حوائجهم كي ينفس الله عنه ثلاثا وسبعين كربة، ويجيره في الدنيا من الهم والغم، وينفس كربه العظيم يوم القيامة ، وروي ان الامام زين العابدين (عليه السلام) كان لا يسافر الا مع رفقة لا يعرفونه ليخدمهم في الطريق فانهم لو عرفوه منعوه عن ذلك، ومن الاخلاق الكريمة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)انه كان مع صحابته في بعض الاسفار فارادوا ذبح شاة تاتون بها ، فقال أحدهم : علي ذبحها ، وقال آخر : علي سلخ جلدها ، وقال الاخر : علي طبخها ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : علي الاحتطاب ، فقالوا : يا رسول الله نحن نعمل ذلك فلا تتكلفه أنت، فأجاب أنا أعلم انكم تعملونه ولكن لا يسرني أن أمتاز عنكم فان الله يكره أن يرى عبده قد فضل نفسه على أصحابه ، واعلم ان أثقل الخلق على الاصحاب في السفر من تكاسل في الاعمال وهو في سلامة من اعضائه وجوارحه فهو لا يؤدي شيئا من وظائفه ، مرتقبا رفقته يقضون له حوائجه .

الرابع : أن يصاحب الرجل من يماثله في الانفاق .

الخامس : أن لا يشرب من ماء أي منزل يرده الا بعد أن يمزجه بماء المنزل الذي سبقه، ومن اللازم أن يتزود المسافر من تربة بلده وطينته التي ربي عليها، وكلما ورد منزلا طرح في الاناء الذي يشرب منه الماء شيئا من الطين الذي تزوده من بلده ويشرب الماء والطين في الانية بالتحريك ويؤخر شربه حتى يصفو .

السادس : أن يحسن أخلاقه ويتزين بالحلم، وسيأتي في آداب زيارة الحسين (عليه السلام) ما يناسب المقام .

السابع : أن يتزود لسفره، ومن شرف المرء أن يطيب زاده لا سيما في طريق مكة ، نعم لا يستحسن في سفر زيارة الحسين (عليه السلام) أن يتخذ زادا لذيذا كاللحم المشوي والحلويات وغير ذلك كما سيأتي في آداب زيارته (عليه السلام)، وقال ابن الاعسم :

Page 475