بك عرفتك وانت دللتني عليك ودعوتني اليك، ولولا انت لم ادر ما انت، الحمد لله الذي ادعوه فيجيبني وان كنت بطيئا حين يدعوني، والحمد لله الذي اسأله فيعطيني وان كنت بخيلا حين يستقرضني، والحمد لله الذي اناديه كلما شئت لحاجتي، واخلو به حيث شئت، لسري بغير شفيع فيقضى لي حاجتي، الحمد لله الذي لا ادعو غيره ولو دعوت غيره لم يستجب لي دعائي، والحمد لله الذي لا ارجو غيره ولو رجوت غيره لاخلف رجائي، والحمد لله الذي وكلني اليه فاكرمني ولم يكلني الى الناس فيهينوني، والحمد لله الذي تحبب الى وهو غني عني، والحمد لله الذي يحلم عني حتى كاني لا ذنب لي، فربي احمد شييء عندي، واحق بحمدي، اللهم اني اجد سبل المطالب اليك مشرعة، ومناهل الرجاء اليك مترعة، والاستعانة بفضلك لمن املك مباحة، وابواب الدعاء اليك للصارخين مفتوحة، واعلم انك للراجي بموضع اجابة، وللملهوفين بمرصد اغاثة، وان في اللهف الى جودك والرضا بقضائك عوضا من منع الباخلين، ومندوحة عما في ايدي المستأثرين، وان الراحل اليك قريب المسافة، وانك لا تحتجب عن خلقك إلا ان تحجبهم الاعمال دونك، وقد قصدت اليك بطلبتي، وتوجهت اليك بحاجتي، وجعلت بك استغاثتي، وبدعائك توسلي من غير استحقاق لاستماعك مني، ولا استيجاب لعفوك عني، بل لثقتي بكرمك، وسكوني الى صدق وعدك، ولجائي الى الايمان بتوحيدك، ويقيني بمعرفتك مني ان لا رب لي غيرك، ولا اله إلا انت وحدك لا شريك لك، اللهم انت القائل وقولك حق، ووعدك صدق (واسألاو الله من فضله ان الله كان بكم رحيما)، وليس من صفاتك يا سيدي ان تأمر بالسؤال وتمنع العطية، وانت المنان بالعطيات على اهل مملكتك، والعائد عليهم بتحنن رأفتك، الهي ربيتني في نعمك واحسانك صغيرا، ونوهت باسمي كبيرا، فيا من رباني في الدنيا باحسانه وتفضله ونعمه، واشار لي في الاخرة الى عفوه وكرمه، معرفتي يا مولاي دليلي عليك، وحبي لك شفيعي اليك، وانا واثق من دليلي بدلالتك، وساكن من شفيعي الى شفاعتك، ادعوك يا سيدي بلسان قد اخرسه ذنبه، رب اناجيك بقلب قد اوبقه جرمه، ادعوك يا رب راهبا راعبا، راجيا خائفا، اذا رايت مولاي ذنوبي فزعت، واذا رايت كرمك طمعت، فان عفوت فخير راحم، وان عذبت فغير ظالم، حجتي يا الله في جرأتي على مسألتك، مع اتياني ما تكره، جودك وكرمك، وعدتي في شدتي مع قلة حيائي رأفتك ورحمتك، وقد رجوت ان لا تخيب بين ذين وذين منيتي، فحقق رجائي، واسمع دعائي يا خير من دعاه داع، وافضل من رجاه راج، عظم يا سيدي املي، وساء عملي، فاعطني من عفوك بمقدار املي، ولا تؤاخذني بأسوء عملي، فان كرمك يجل عن مجازاة المذنبين، وحلمك يكبر عن مكافاة المقصرين، وانا يا سيدي عائذ بفضلك، هارب منك اليك، متنجز ما وعدت من الصفح عمن احسن بك ظنا، وما انا يا رب وما خطري، هبني بفضلك، وتصدق علي بعفوك اي رب جللني بسترك، واعف عن توبيخي بكرم وجهك، فلو اطلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته، ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته، لا لانك اهون الناظرين واخف المطلعين، بل لانك يا رب خير الساترين، واحكم الحاكمين، واكرم الاكرمين، ستار العيوب، غفار الذنوب، علام الغيوب، تستر الذنب بكرمك، وتؤخر العقوبة بحلمك، فلك الحمد على حلمك بعد علمك، وعلى عفوك بعد قدرتك، ويحملني ويجرئني على معصيتك حلمك عني، ويدعوني الى قلة الحياء سترك علي، ويسرعني الى التوثب على محارمك معرفتي بسعة رحمتك، وعظيم عفوك، يا حليم يا كريم، يا حي يا قيوم، يا غافر الذنب، يا قابل التوب، يا عظيم المن، يا قديم الاحسان، اين سترك الجميل، اين عفوك الجليل، اين فرجك القريب، اين غياثك السريع، اين رحمتك الواسعة، اين عطاياك الفاضلة، اين مواهبك الهنيئة، اين صنائعك السنية، اين فضلك العظيم، اين منك الجسيم، اين احسانك القديم، اين كرمك يا كريم، به فاستنقذني، وبرحمتك فخلصني، يا محسن يا مجمل، يا منعم يا مفضل، لست اتكل في النجاة من عقابك على اعمالنا، بل بفضلك علينا، لانك اهل التقوى واهل المغفرة تبدئ بالاحسان نعما، وتعفو عن الذنب كرما، فما ندري ما نشكر، اجميل ما تنشر، ام قبيح ما تستر، ام عظيم ما ابليت واوليت، ام كثير ما منه نجيت وعافيت، يا حبيب من تحبب اليك، ويا قرة عين من لاذ بك وانقطع اليك، انت المحسن ونحن المسيؤن فتجاوز يا رب عن قبيح ما عندنا بجميل ما عندك، واي جهل يا رب لا يسعه جودك، او اي زمان اطول من اناتك، وما قدر اعمالنا في جنب نعمك، وكيف نستكثر اعمالا نقابل بها كرمك، بل كيف يضيق على المذنبين ما وسعهم من رحمتك، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، فو عزتك يا سيدي، لو نهرتني ما برحت من بابك، ولا كففت عن تملقك، لما انتهى الى من المعرفة بجودك وكرمك، وانت الفاعل لما تشاء تعذب من تشاء بما تشاء كيف تشاء، وترحم من تشاء بما تشاء كيف تشاء، لا تسأل عن فعلك، ولا تنازع في ملكك، ولا تشارك في امرك، ولا تضاد في حكمك، ولا يعترض عليك احد في تدبيرك، لك الخلق والامر، تبارك الله رب العالمين، يا رب هذا مقام من لاذ بك، واستجار بكرمك، والف احسانك ونعمك وانت الجواد الذي لا يضيق عفوك، ولا ينقص فضلك، ولا تقل رحمتك، وقد توثقنا منك بالصفح القديم، والفضل العظيم، والرحمة الواسعة، افتراك يا رب تخلف ظنوننا، او تخيب آمالنا، كلا يا كريم، فليس هذا ظننا بك، ولا هذا فيك طمعنا يا رب ان لنا فيك املا طويلا كثيرا، ان لنا فيك رجاء عظيما، عصيناك ونحن نرجو ان تستر علينا، ودعوناك ونحن نرجو ان تستجيب لنا، فحقق رجاءنا مولانا، فقد علمنا ما نستوجب باعمالنا، ولكن علمك فينا وعلمنا بانك لا تصرفنا عنك وان كنا غير مستوجبين لرحمتك، فانت اهل ان تجود علينا وعلى المذنبين بفضل سعتك، فامنن علينا بما انت اهله، وجد علينا فانا محتاجون الى نيلك، يا غفار بنورك اهتدينا، وبفضلك استغنينا، وبنعمتك اصبحنا وامسينا، ذنوبنا بين يديك نستغفرك اللهم منها ونتوب اليك، تتحبب الينا بالنعم ونعارضك بالذنوب، خيرك الينا نازل، وشرنا اليك صاعد، ولم يزل ولا يزال ملك كريم يأتيك عنا بعمل قبيح، فلا يمنعك ذلك من ان تحوطنا بنعمك، وتتفضل علينا بآلائك، فسبحانك ما احلمك واعظمك واكرمك مبدئا ومعيدا، تقدست اسماؤك وجل ثناؤك، وكرم صنائعك وفعالك، انت الهي اوسع فضلا، واعظم حلما من ان تقايسني بفعلي وخطيئتي، فالعفو العفو العفو، سيدي سيدي سيدي، اللهم اشغلنا بذكرك، واعذنا من سخطك، واجرنا من عذابك، وارزقنا من مواهبك، وانعم علينا من فضلك، وارزقنا حج بيتك، وزيارة قبر نبيك صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليه وعلى اهل بيته انك قريب مجيب، وارزقنا عملا بطاعتك، وتوفنا على ملتك، وسنة نبيك صلى الله عليه وآله، اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا، اجزهما بالاحسان احسانا وبالسيئات غفرانا، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات، وتابع بيننا وبينهم بالخيرات اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، ذكرنا وانثانا، صغيرنا وكبيرنا، حرنا ومملوكنا، كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا، وخسروا خسرانا مبينا، اللهم صل على محمد وآل محمد، واختم لي بخير، واكفني ما اهمني من امر دنياي وآخرتي ولا تسلط علي من لا يرحمني، واجعل علي منك واقية باقية، ولا تسلبني صالح ما انعمت به علي، وارزقني من فضلك رزقا واسعا حلالا طيبا، اللهم احرسني بحراستك، واحفظني بحفظك، واكلاني بكلائتك، وارزقني حج بيتك الحرام في عامنا هذا وفي كل عام، وزيارة قبر نبيك والائمة عليهم السلام، ولا تخلني يا رب من تلك المشاهد الشريفة، والمواقف الكريمة، اللهم تب علي حتى لا اعصيك، والهمني الخير والعمل به، وخشيتك بالليل والنهار ما ابقيتني يا رب العالمين، اللهم اني كلما قلت قد تهيأت وتعبأت وقمت للصلاة بين يديك وناجيتك القيت علي نعاسا اذا انا صليت، وسلبتني مناجاتك اذا انا ناجيت، مالي كلما قلت قد صلحت سريرتي، وقرب من مجالس التوابين مجلسي، عرضت لي بلية ازالت قدمي، وحالت بيني وبين خدمتك سيدي لعلك عن بابك طردتني، وعن خدمتك نحيتني او لعلك رايتني مستخفا بحقك فاقصيتني، او لعلك رايتني معرضا عنك فقليتني، او لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني، او لعلك رايتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني، او لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني، او لعلك رايتني فى الغافلين فمن رحمتك آيستني، او لعلك رايتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني، او لعلك لم تحب ان تسمع دعائي فباعدتني، او لعلك بجرمي وجريرتي كافيتني، او لعلك بقلة حيائي منك جازيتني، فان عفوت يا رب فطالما عفوت عن المذنبين قبلي، لان كرمك اي رب يجل عن مكافات المقصرين، وانا عائذ بفضلك، هارب منك اليك، متنجز ما وعدت من الصفح عمن احسن بك ظنا، الهي انت اوسع فضلا، واعظم حلما من ان تقايسني بعملي او ان تستزلني بخطيئتي، وما انا يا سيدي وما خطري، هبني بفضلك سيدي، وتصدق علي بعفوك، وجللني بسترك، واعف عن توبيخي بكرم وجهك، سيدي انا الصغير الذي ربيته، وانا الجاهل الذي علمته، وانا الضال الذي هديته، وانا الوضيع الذي رفعته، وانا الخائف الذي آمنته، والجايع الذي اشبعته، والعطشان الذي ارويته، والعاري الذي كسوته، والفقير الذي اغنيته، والضعيف الذي قويته، والذليل الذي اعززته، والسقيم الذي شفيته، والسائل الذي اعطيته، والمذنب الذي سترته، والخاطئ الذي اقلته، وانا القليل الذي كثرته، والمستضعف الذي نصرته، وانا الطريد الذي آويته، انا يا رب الذي لم استحيك فى الخلاء، ولم اراقبك فى الملاء، انا صاحب الدواهي العظمى، انا الذي على سيده اجترى، انا الذي عصيت جبار السماء، انا الذي اعطيت على معاصى الجليل الرشا، انا الذي حين بشرت بها خرجت اليها اسعى، انا الذي امهلتني فما ارعويت، وسترت علي فما استحييت، وعملت بالمعاصي فتعديت، واسقطتني من عينك فما باليت، فبحلمك امهلتني وبسترك سترتني حتى كانك اغفلتني، ومن عقوبات المعاصي جنبتني حتى كانك استحييتني، الهي لم اعصك حين عصيتك وانا بربوبيتك جاحد، ولا بامرك مستخف، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لوعيدك متهاون، لكن خطيئة عرضت وسولت لي نفسي، وغلبني هواي، واعانني عليها شقوتي، وغرني سترك المرخى على، فقد عصيتك وخالفتك بجهدي، فالان من عذابك من يستنقذني، ومن ايدي الخصماء غدا من يخلصني، وبحبل من اتصل ان انت قطعت حبلك عني، فواسواتا على ما احصى كتابك من عملي الذي لولا ما ارجو من كرمك وسعة رحمتك ونهيك اياي عن القنوط لقنطت عندما اتذكرها، يا خير من دعاه داع، وافضل من رجاه راج، اللهم بذمة الاسلام اتوسل اليك، وبحرمة القرآن اعتمد اليك، وبحبي النبي الامي القرشي الهاشمي العربي التهامي المكي المدني ارجو الزلفة لديك، فلا توحش استيناس ايماني، ولا تجعل ثوابي ثواب من عبد سواك، فان قوما آمنوا بالسنتهم ليحقنوا به دماءهم فادركوا ما املوا، وإنا آمنا بك بالسنتنا وقلوبنا لتعفو عنا، فادركنا ما املنا، وثبت رجاءك في صدورنا، ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب، فوعزتك لو انتهرتني ما برحت من بابك، ولا كففت عن تملقك لما الهم قلبي من المعرفة بكرمك وسعة رحمتك، الى من يذهب العبد إلا الى مولاه، والى من يلتجئ المخلوق إلا الى خالقه، الهي لو قرنتني بالاصفاد، ومنعتني سيبك من بين الاشهاد، ودللت على فضايحي عيون العباد، وامرت بي الى النار، وحلت بيني وبين الابرار، ما قطعت رجائي منك وما صرفت تأميلي للعفو عنك، ولا خرج حبك من قلبي، انا لا انسى اياديك عندي، وسترك علي في دار الدنيا، سيدي اخرج حب الدنيا من قلبي، واجمع بيني وبين المصطفى وآله خيرتك من خلقك وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله، وانقلني الى درجة التوبة اليك، واعني بالبكاء على نفسي، فقد افنيت بالتسويف والامال عمري، وقد نزلت منزلة الايسين من خيري، فمن يكون اسوأ حالا مني إن انا نقلت على مثل حالي الى قبري، لم امهده لرقدتي، ولم افرشه بالعمل الصالح لضجعتي، ومالي لا ابكي ولا ادري الى ما يكون مصيري، وارى نفسي تخادعني، وايامي تخاتلني، وقد خفقت عند رأسي اجنحة الموت، فمالي لا ابكي ابكي، لخروج نفسي، ابكي لظلمة قبري، ابكي لضيق لحدي، ابكي لسؤال منكر ونكير اياي، ابكي لخروجي من قبري عريانا ذليلا حاملا ثقلي على ظهري، انظر مرة عن يميني واخرى عن شمالي، اذ الخلائق في شأن غير شأني (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه * وجوه يومئذ مسفرة * ضاحكة مستبشرة * ووجوه يومئذ عليها غبرة * ترهقها قترة) وذلة، سيدي عليك معولي ومعتمدي ورجائي وتوكلي، وبرحمتك تعلقي ، تصيب برحمتك من تشاء وتهدي بكرامتك من تحب، فلك الحمد على ما نقيت من الشرك قلبي، ولك الحمد على بسط لساني، افبلساني هذا الكال اشكرك، ام بغاية جهدي في عملي ارضيك، وما قدر لساني يا رب في جنب شكرك، وما قدر عملي في جنب نعمك واحسانك، الهي ان جودك بسط املي، وشكرك قبل عملي، سيدي اليك رغبتي، واليك رهبتي، واليك تأميلي، وقد ساقني اليك املي، وعليك يا واحدي عكفت همتي، وفيما عندك انبسطت رغبتي، ولك خالص رجائي وخوفي، وبك أنست محبتي، واليك القيت بيدي، وبحبل طاعتك مددت رهبتي، يا مولاي بذكرك عاش قلبي، وبمناجاتك بردت الم الخوف عني، فيا مولاي ويا مؤملي ويا منتهى سؤلي فرق بيني وبين ذنبي المانع لي من لزوم طاعتك، فانما اسالك لقديم الرجاء فيك، وعظيم الطمع منك، الذي اوجبته على نفسك من الرأفة والرحمة، فالامر لك، وحدك لا شريك لك والخلق كلهم عيالك وفي قبضتك، وكل شيي خاضع لك تباركت يا رب العالمين، الهي ارحمني اذا انقطعت حجتي وكل عن جوابك لساني، وطاش عند سؤالك اياي لبي، فيا عظيم رجائي لا تخيبني اذا اشتدت فاقتي، ولا تردني لجهلي، ولا تمنعني لقلة صبري، اعطني لفقري وارحمني لضعفي، سيدي عليك معتمدي ومعولي ورجائي وتوكلي، وبرحمتك تعلقي، وبفنائك احط رحلي، وبجودك اقصد طلبتي، وبكرمك اي رب استفتح دعائي، ولديك ارجو فاقتي، وبغناك اجبر عيلتي، وتحت ظل عفوك قيامي، والى جودك وكرمك ارفع بصري، والى معروفك اديم نظري، فلا تحرقني بالنار وانت موضع املي، ولا تسكنى الهاوية فانك قرة عيني، يا سيدي لا تكذب ظني باحسانك ومعروفك فانك ثقتي، ولا تحرمني ثوابك فانك العارف بفقري، الهي ان كان قد دنا اجلي ولم يقربني منك عملي فقد جعلت الاعتراف اليك بذنبي وسائل عللي، الهي ان عفوت فمن اولى منك بالعفو، وان عذبت فمن اعدل منك في الحكم، ارحم في هذه الدنيا غربتي، وعند الموت كربتي، وفي القبر وحدتي، وفي اللحد وحشتي، واذا نشرت للحساب بين يديك ذل موقفي، واغفر لي ما خفي على الادميين من عملي، وادم لي ما به سترتني، وارحمني صريعا على الفراش تقلبني ايدي احبتي، وتفضل علي ممدودا على المغتسل يقلبني صالح جيرتي، وتحنن علي محمولا قد تناول الاقرباء اطراف جنازتي، وجد علي منقولا قد نزلت بك وحيدا في حفرتي، وارحم في ذلك البيت الجديد غربتي، حتى لا استانس بغيرك، يا سيدي ان وكلتني الى نفسي هلكت، سيدي فبمن استغيث ان لم تقلني عثرتي، فالى من افزع ان فقدت عنايتك في ضجعتي، والى من التجئ ان لم تنفس كربتي سيدي من لي ومن يرحمني ان لم ترحمني، وفضل من اؤمل ان عدمت فضلك يوم فاقتي، والى من الفرار من الذنوب اذا انقضى اجلي، سيدي لا تعذبني وانا ارجوك، الهي حقق رجائي، وآمن خوفي، فان كثرة ذنوبي لا ارجو فيها إلا عفوك، سيدي انا اسالك ما لا استحق وانت اهل التقوى واهل المغفرة، فاغفر لي والبسني من نظرك ثوبا يغطي علي التبعات، وتغفرها لي ولا اطالب بها، انك ذو من قديم، وصفح عظيم، وتجاوز كريم، الهي انت الذي تفيض سيبك على من لا يسألك وعلى الجاحدين بربوبيتك، فكيف سيدي بمن سألك وايقن ان الخلق لك، والامر اليك، تباركت وتعاليت يا رب العالمين، سيدي عبدك ببابك أقامته الخصاصة بين يديك يقرع باب احسانك بدعائه، فلا تعرض بوجهك الكريم عني، واقبل مني ما اقول، فقد دعوت بهذا الدعاء وانا ارجو ان لا تردني، معرفة مني برأفتك ورحمتك، الهي انت الذي لا يحفيك سائل، ولا ينقصك نائل، انت كما تقول وفوق ما نقول، اللهم اني اسالك صبرا جميلا، وفرجا قريبا، وقولا صادقا، واجرا عظيما، اسالك يا رب من الخير كله ما علمت منه وما لم اعلم، اسالك اللهم من خير ما سألك منه عبادك الصالحون، يا خير من سئل، واجود من اعطى، اعطني سؤلي في نفسي واهلي ووالدي وولدي واهل حزانتي واخواني فيك، وارغد عيشي، واظهر مروتي، واصلح جميع احوالي، واجعلني ممن اطلت عمره، وحسنت عمله، واتممت عليه نعمتك، ورضيت عنه واحييته حياة طيبة في ادوم السرور، واسبغ الكرامة، واتم العيش، انك تفعل ما تشاء ولا تفعل ما يشاء غيرك، اللهم خصني منك بخاصة ذكرك، ولا تجعل شيئا مما اتقرب به في آناء الليل واطراف النهار رياء ولا سمعة ولا اشرا ولا بطرا، واجعلني لك من الخاشعين، اللهم أعطنى السعة في الرزق، والامن في الوطن، وقرة العين في الاهل والمال والولد، والمقام في نعمك عندي، والصحة فى الجسم، والقوة في البدن، والسلامة فى الدين، واستعملني بطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وآله ابدا ما استعمرتني، واجعلني من اوفر عبادك عندك نصيبا في كل خير انزلته وتنزله في شهر رمضان في ليلة القدر، وما انت منزله في كل سنة من رحمة تنشرها، وعافية تلبسها، وبلية تدفعها، وحسنات تتقبلها، وسيئات تتجاوز عنها، وارزقني حج بيتك الحرام في عامنا هذا وفي كل عام، وارزقني رزقا واسعا من فضلك الواسع، واصرف عني يا سيدي الاسواء، واقض عني الدين والظلامات، حتى لا اتاذى بشي منه، وخذ عني باسماع وابصار اعدائي وحسادي والباغين علي، وانصرني عليهم، واقر عيني وفرح قلبي، واجعل لي من همي وكربي فرجا ومخرجا، واجعل من ارادني بسوء من جميع خلقك تحت قدمي، واكفني شر الشيطان، وشر السلطان، وسيئات عملي، وطهرني من الذنوب كلها، واجرني من النار بعفوك، وادخلنى الجنة برحمتك، وزوجني من الحور العين بفضلك، والحقني باوليائك الصالحين محمد وآله الابرار الطيبين الطاهرين الاخيار صلواتك عليهم وعلى اجسادهم وارواحهم ورحمة الله وبركاته.
Page 302