174

الفصل الثالث: في فضل شهر رمضان وأعماله .

روى الصدوق بسند معتبر عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه وعلى أولاده السلام قال : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطبنا ذات يوم فقال : أيها الناس أنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فسلوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم، وعما لا يحل الاستماع إليه اسماعكم وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم وتوبوا إليه من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم فانها أفضل الساعات ينظر الله عزوجل فيها بالرحمة الى عباده يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم اذا دعوه .

Page 266