============================================================
58م/مفاتيح الأنرار ومصابيح الآبرار فيل: إن الله - عزوجل - أسس دينه على مثال خلقه ليستدل بخلقه على دينه، وبدينه على خلقم" هذا القول الأخير "إن الله - عزوجل - أسس دينه" ينسبه في مكان آخر من تفسيره إلى الامام الصادق6 - عليه اللام -، ويذكره أيضأ في مجلسه المدون بالفارسية بخوارزم، وينسبه الى سليل النيوة، دون ذكر اسم الإمام:3 ويعتبر هذا القول أساس فكرة "الخلق" و"الأمر" .
و في الفصل العاشر من مفاتيح الفرقان يذكر الآيتين: (والسياء رفعها ووضع الميزان) و (الله الذي آنزل الكتاب بالحق والميزان). ويرى أن "ميزان العالمين لايكون قرين السماه، ولا قرين الكتاب، بل الميزان الموضوع في اقتران السماء المرفوعة، هو كالأمر في اقران الخلق، وكالكلمة الطيبة في اقتران الشجرة الطيبة، وكقول: لا إله إلا الله في اقترانا قول: محمد رسول الله، وكذلك الميزان الموضوع في اقتران تنزيل الكتاب بالحق، وهوا كاقتران (الرخمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان) حتى إذاكان الموزون من الأمريات والشرعيات كان ميزانه الخلق والخلقيات، وإذا كان الموزون من الخلقيات كان ميزانه من الأمريات." وما يستخلصه الشهرستانى من هذه الفاعدة -كما هو ملاحظ في تفسيره - هو: نمة ساحتان في الكون: ساحة طبائع الموجودات، وهي محل عمل الملائكة، وساحة عقول المكلفين، وهي محل عمل الآنبياء؛ فإن استقامت الحركات الطبيعية على نهج تصريف الملائكة استقامت الصورة الإنسانية في هذا العالم، وإن استقامت الحركات الاختيارية على هج تكليف الأنبياء استقامت النفس الإنسانية في ذلك العالم، وتحصيل السعادة في الدارين يتوقف على الإيمان بالله تعالى وملائكته ورسله.4 بعبارة أخرى سعادة الإنسان تتوقف على الانسجام في رؤيته الكونية بين الطبيعة والشريعة، أو بين الخلق والأمر.
ومن نتائج هذه القاعدة أيضا تطابق العقل مع النبوة؛ فالعقل من مقولة "الخلق"، والأمر إذن مصدر العقل، والعقل مظهر الأمر، والعقل مخلوق ومأمور 5 2. الورقة (38 ب).
1. الملل والنحل (بدران) 45/1.
3. انظر الملحق - 1. في نهاية هذا التفسير.
4. انظر: الورقة 431 ب من هذا التفسير، مجله المترجم في ملحق هذا التفير.
5. انظر: رسالة الخلق والأمر. مجلس مترجم في الملحق.
ليتهنل
Page 58