376

============================================================

310مفاتيح الأرار ومصابيح الآيرار وضع الشيء في غير محله، ووافقها سر التقدير المفروغ أن الحق بيدها والأولى معها وكادت مكيدة حسنة وظهر من سر التقدير ما ظهر من النبوة والملك في بني إسرائيل.

وقال كعب: كان يعقوب يخدم بيت المقدس، وكان أول من يدخل واخر من يخرج، يسرج القناديل ويصيبها بالغداة منطفاة؛ فبات ذات ليلة في المسجد؛ فإذا هو بجني يطفيها، فأخذه فأسره وشده إلى سارية في المسجد وكان اسم الجني إيل؛ فأسر إيل فسمي إسرائيل.

وقوله: (اذكروا نغميي)، قال الكلبي: احفظوا، وهو قول الفراء: وقال بعضهم: معناه لكن نعمي منكم على ذكر؛ وقال الحسن: أكثرواذكر هذه النعم التي أنعمت عليكم وأعدها لكم، فإن ذكرها شكرها، كقوله: (وأما بنغتة ربك قحدث): وقال ابن عباس في رواية عطاء: هذا خطاب لبني قريظة والنضير وبني قينقاع وما حولهم من يثرب إلى الشام وما حول المدينة من فدك وخيبر والحصون التي فيها أحبار اليهود ينتظرون النبي - صلى الله عليه اله -وهم بنو إسرائيل: فقال -عزوجل- (اذكروانغمتي التي أنعنت عليكم ) بمحمد-صلىالله عليه وآله -؛ إذ وجدتم صفته مذكورة في التوراة، وقلتم إن لله تعالى علينا عهدا إن أدركناه نؤمنن به ولتنصرنه؛ فعاهد الله لهم على نفسه لئن فعلوا ذلك ليدخلنهم الجنة، وذلك قوله: (وأوفوا بعفدي أوف بعفدكم).

قال مقاتل: ذكرهم الله ما أنعم به على أجدادهم قبلهم؛ وقال الضحاك: يذكرهم ما أنعم عليهم حين كانوا بمصر مستضعفين في ايدي القبط؛ فأخرجهم ونجاهم: ومشهور في كلام العرب يفاخر الرجل الرجل، فيقول: هزمناكم يوم كذا ، وقتلناكم يوم كذاء أي هزم أباؤنا اباءكم. قال الله تعالى لنبيه: -صلى الله عليه وسلم -قل لأحبار اليهود اذكروا منة الله عليكم -135آ- وعلى ابائكم؛ وفي مناقب الآباء مفاخر الأبناء؛ وقال قوم: إنهذا الخطاب لمؤمني أهل الكتاب؛ وقال قوم: إنه عام لهم ولأهل الكتابين.

والنعمة هي المنة، وهى كلمة تعم جميع ما أنعم الله به عليهم من الأنبياء والكتب، وما أنقذهم من الرق والأسر والقتل، وما أظفرهم بعدوهم وصنعه بهم في التيه، وغير ذلك؛ وهذا قول الكلبي ومقاتل ومجاهد.

قال الله تعالى: (اذكروا تغمتي)، وهذا مجمل عام يعم جميع النعم تم فصلها لهم فيما ليتهنل

Page 376