293

============================================================

تفبر سورة البقرة:227 واما "الحق" فهو الصواب: وسمى حفأا لوجوبه ووقوعه في موقعه ووضوحه عند الكل؛ والحق في الأقوال: الصدق، وفي الأفعال: الخير.

و قوله: (يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا)2 يجوز أن يكون هذا من تمام قول اليهود كأنهم قالوا: ماذا أراد الله بمثل لا يعرفه كل أحد يضل به هذا ويهدي -197- به هذا. فال اله تعالى مجيبا: (وما يضل به إلا الفاسقين): وهذا القول ضعيف ويحتمل أنه انقطع قول ا ا ا ا ا الذين ينقضون عهد الله؛ وهذا قول الكلبي ومقاتل.

قال مجاهد: يؤمن به المؤمنون؛ فيعلمون أنه الحق من ربهم؛ فيهديهم الله ويضل به الفاسقين؛ وقال الربيع والسدي: هم المنافقون في هذه الآية. قال قتادة والحسن: فسقواء فأضلهم الله.

والفسق أصله الخروج؛) ففسق عن أمر ربه، أي خرج عن طاعته؛ والكافر يسمى فاسقا مطلقا؛ لأنه خرج عن الطاعة من كل وجه؛ وقد يسمى المنافق فاسقا لخروجه عن الإسلام بعد دخوله فيه: وقد يسمى صاحب الكبيرة فاسقا لخروجه عن طاعة الله في بعض اوامره.

م إن الإضلال قد ورد في اللغة على وجوه:" أحدها: فعل الضلال بالغير؛ فيقال: أضللت فلانا، أي فعلت به الضلال، كما يقال: أكرمته: وعلى هذا المعنى فعل الضلال لايكون من الله تعالى عند القدرية، وفعل الضلال لايكون إلا من الله تعالى عند المجبرة، وعليه يحمل قوله تعالى: (من يشأ الله يضلله) وقوله: (يضل اله من يشاء). ثم المراد بالإضلال إضلال السبيل -قال الأزهري: الأصل في الضلالا والاضلال راجع إلى السبيل إلا أنته قد يذكر مجردا عن ذكر السبيل إذكثر استعماله : ل و السبيل المقصود هو سبيل الحق. فمعنى قوله: (يضل الله الكافرين) أي يعدل بهم عن الطريق.

1. في الهامش عنوان: اللغة.2. في الهامش عنوان: التفير.

3. في الهامش عنوان: اللغة.4. في الهامش عنوان: اللغة والمعاني.

ليتهنل

Page 293