284

============================================================

1218مفاتيح الأسرار ومصابيح الابرار بوجوه البلاغة أعرف كان الابعجاز عنده أظهر؛ ومن كان بأسراره التي لاتتناهى كثرة و لا يبلغ إلى أقصاها فكر وعقل أوقف كان بمعجزاته أعرف.

قوله -جل وعز: و بشرالذين آمنوا وعملواالصالحات آن لهم جنات تجري من تختها الانهار كلمارزقوامنهامن ثبرةرزقأقالواهذا الذي رزقنامنقبل و اتوابه متشابهأ ولهم فيها أزواجمطهرة وهم فيهاخالدون(23) النظم لما بين الله تعالى التوحيد في الخلق والرزق ونفي الأنداد عنه فيهما، وأثبت بتنزيل الكتاب كونه آمرأء، كما أثبت بخلق البشر والسماء والأرض وإنزال المطر -93آح كونه خالقا رازقا، ثم ذكر بعد ذلك وعيد الكافرين المنكرين لخلقه وأمره وفعله وقوله، عقب ذلك بتبشير المؤمتين المصدقين لرسله والعاملين الصالحات، وشرح تلك البشارة ببيان درجات الجنات وأنواع النعم والثمرات.

الغة [و] التفسير فقال: (وبشر) أي أخبرهم بما يسرهم، والأصل في البشارة الإخبار بخبر يظهر على بشرة السامع منه آثر، وكثر استعماله في الخير والسرور لا في الشر والحزن، وإن استعمل في جانب الحزن فيكون على وجه التبكيت.

قال أهل التفسير: "وبشر الذين آمنوا) أي خبروا الذين صدقواالله ورسله فيما أخبروا به بما يسهم وقوله: (وعملوا الصالحات* للقبول لوقوعها على وفق الأمر. قال ابن عباس: عملوا الصالحات فيما بينهم وبين ربهم: وقال في روابة عطاء: عملوا الصالحات فيما امرهم به ونهاهم عنه؛ وقال علي بن ابي طالب -رضي الله عنه - اي أقاموا الصلوات المفروضات؛ وهذا قول جماعة من السفسرين؛ وزوي عن عنمانبن عفان -رضي الله عنه -فال: معناه اخلصوا ليتهنل

Page 284