============================================================
1210مفانيح الاسرار ومصابيح الآبرار والرزق عقب ذلك ببيان آنه الآمر الحاكم لا شريك له في الملك والأمر؛ فعلم أن الأمر له كما علم أن الخلق له. "ألا له الخلق والأمر) وسر آخر: في النظم أنه تعالى قرر التوحيد في الآية السابقة؛ فآراد أن يقرر النبوة، ليقترن محمد رسول الله بلا إله إلا الله؛ فذكر تنزيل كتابه على عبده وتعجيز الخلائق عن الإتيان بمثله، فقال: (وإنكنتم في رئب مما نزلنا على عبدنا).
[التفسير] قال أهل التفسيرا: إنها نزلت في الكفار المنكرين للنبوة؛ وقيل: إنها نزلت في اليهود المنكرين لهذا الكتاب إذقالوا: (وإنهم لفي شك منه مريب).
و "إن" لفظة شرط وتستدعي جزاء،2 ومعناها هاهنا إذ؛ لأن الله تعالى علم أنهم في شك؛ وهو كقوله: (وأنتم الأغلون إنكتتم مؤمنين)؛ وهذا قول أبي زيد والأكثرين.
وقال أهل اللغة: "إن" دخلت لغير شك؛ لأنه سبحاته علم أنهم مرتابون، ولكن جرت عادة العرب في خطابهم أن يقول: إن كنت أخي فأعني. فخاطبهم على ما اعتادوه؛ وقال الققال:3 يحتمل أن يكون هذا الخطاب لقوم شاكين في أمر النبي -صلى الله عليه وآله-، فقيل لهم هذا وقطع شكهم بهذه الحجة، وكانت أقوالهم مضطربة لايرجعون إلى علم، كما قال: (بل هم في ليس من خلق جديد)، وقال: "إنهم كانوا في شي مريب): ويحتمل أن يكون خطابا للجاحدين ويكون المعنى أنه لا ينبغي أن يشك فيه، وإن كنتم تشكون فهذا التنزيل هو المزيل للشك إذ عجزتم عن مثله.
قوله تعالى: (فأتوا بشورة من مثله) والأمر بالاتيان هاهنا أمر تعجيز لا أمر تكليفي. والسورة مأخوذة من سور الحائط،4 وكل بناء مرتفع او درجة رفيعة يستى سورا وسورة. قال النابغة: ألم تر أن الله أعطاك سورة بهاكل ملك دونها يتذبذب 1. في الهامش عنوان: النزول. 2. في الهامش عنوان: النحو. 3. في الهامش عنوان: المعاني.
4. في الهامش عنوان: اللغة.
ليتهنل
Page 276