============================================================
403/مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار ومن الملائكة ما هوكل أو كلي ومنها ما هو جزء أو جزئي. فيكون مع كل المطر مثلا ملك كلي ويكون مع كل قطرة تنزل من السماء ملك جزئي؛ ولو لم يكن كذلك كان الخلق عبثا والوجود اتفاقا، والحكمة في صلاح العالم باطلة، والآيات في الخلق والأمر والمبدأ والمعاد عاطلة، قال الله تعالى: (وهو الذي يزسل الرياح بشرا يين يدي رخميه حتى إذا أقلت سحابا ثقالأ شقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل التمرات كذلك خرج الموتى لعلكم تذكرون). سبحاته ما أعظم شأنه وأجلى برهانه كيف قرر المحسوس مزوجأ بالمعقول، وكيف قدر الأمرى على الخلقي! ومن وقف على الحكمتين أعني حكمة الفلاسفة في تقرير الآتار العلوية وحكمة النبوة في تقرير الآثار الأمرية عرف آن الفرق بينهما مثل ما بين القدم والفرق، وأن الصرف بينهما مثل ما بين الدلاية والخزف 1.
قوله -جل وعز: يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) النظم لا ذكر الله تعالى أحوال أهل الكتاب، أعني اليهود المجاهرين بالخلاف والشقاقا والمخادعين بالاسلام الظاهر والنفاق، عقب ذلك يخاطب أهل مكة من المشركين والزام الحجة عليهم بالآيات في الخلق والرزق التي تدل على التوحيد ونفي الأنداد، وآيات النبوة في سور القرآن وتعجيزهم عن الاتيان بمثلها.
التفسير وقال: (يا أيها الناس)، قال الحسن وعكرمة وعلقمة والضحاك والزهري: كل ما في القرآن: (يا أيها الناس* فهو خطاب لأهل مكة، و(يا أيها الذين آمنوا) فهو خطاب لأهل المدينة؛ وفيل: الناس عام لكل مكلف بالبلوغ والعقل، فيكون خطابه للمؤمنين باستدامة 1 كذا، ويمكن قراءة العبارة على النحو التالى "وأن الصرف بينهما مثل مابين الولاية والضرف!" ليتهنل
Page 268