============================================================
تفسير سورة البقرة /973 رددت هؤلاء عنكم؛ فاذا رايتموهم فافعلواكما فعلت. فقالوا: لاتزال بخير ما عشت. فرجعا المسلمون إلى النبي -صلى الله عليه وسلم - وأخبروه بذلك؛ فنزلت هذه الآية.
اللغة والنحو وقوله تعالى: (وإذا خلوا إلى شياطينهم) قال أهل اللغة: خلا به وخلا معه وخلا إليه بعنى واحد، وقال النضر بن شميل: "إلى" هاهنا بمعنى "مع"، كقوله: (الرفث إلى سائكم) و(من أنصاري إلى الله) ولاتأكلوا أموالهم إلى أموالكم )، يعني "مع ": وقال بعضهم: دخلت "إلى" لدلالة الكلام على معنى الابتداء والانتهاء؛ لأن أول لقائهم لمؤمتين ثم للشياطين؛ وكأنه قال: وإذا خلوا من المؤمنين وانصرفوا إلى شياطينهم؛ وهذا أحسن من إخراج "إلى" عن حدها. قال الزجاج: خلوت به، أي جعلت خلوتي به، وجعلت خلوتي معه، كذلك قولك خلوت إليه؛ والشيطان: كل متمرو عات من الجن والإنس وأصله من الشطن. قال الليت: هو فيعال من شطن، أي بعد؛ وشطنت داره أي بعدت؛ فسمى شيطانا اما لبعده عن الخير وإما لبعد مذهبه -72آ- في الشر.
التفسير وللمفسرين في شياطينهم ثلاثة أقوال: أحدها وهو قول ابن عباس أنهم اليهود الذين امروهم بالتكذيب؛ والثاني وهو قول ابن مسعود وقتادة والسدي أنهم الرؤساء في الكفر والقادة في الشرء والثالث وهو قول الضحاك أن الشياطين هم كهنتهم الذين يرجعون إليهم في المهمات. وقال ابن عباس وهم خمسة نفر من اليهود ولايكون كاهن إلا ومعه شيطان، وهم كعب بن الآشرف بالمدينة، وابو بردة بأسلم، وأبوالسوداء بالشام، وعبد الدار بجهينة، وعوفبن عامر في بني أسد؛ وقال مجاهد: إلى أصحابهم من المنافقين والمشركين.
(قالوا إنا معكم *. قال ابن عباس: على دينكم؛ وقيل: إنا لكم أنصار ولكم عيون: ليتهنل والمعنى إنا مجتمعون معكم على تكذيب محمد وماجاء به، إنما نحن نظهر الإيمان لهم اسنهزاء بهم وسخرية منهم. نبدي لهم المواففة على دينهم لنامن شرهم، وتفف على
Page 239