============================================================
فير سورة البقرة /159 المقرون بالقول دون القلب والعمل؛ وربما يكون المنافق مقرا بالقول موافقا بالعمل منكرا بالقلب.
الكلام وقد اختلف -65 ب - المتكلمون في حفيقة الإيمان؛ فمنهم من قال هو التصديق بالحركات الثلاث أعنى القولية والفعلية والفكرية، وهذا مذهب السلف؛ إذ قالوا: الايمان اقوار باللسان وعمل على الأركان وتصديق بالجنان: وقال بعض المرجئة: الإيمان إقرار وتصديق دون العمل؛ فأخروا العمل من الإيمان؛ وقال الكرامية: الإيمان إقرار باللسان، وهو قول مجرد؛ فأخروا1 التصديق والعمل من الإيمان؛ وقالت الأشعرية : الإيمان هو التصديق بالجنان؛ فأخروا2 القول والعمل من الإيمان؛ وقالت المعتزلة : الإيمان عبارة عن جملة من خصال الخير؛ فلم تطلق اسم الايمان على من اعوزه خصلة من خصال الخير؛ فتقول: يخرج من الايمان به ولايدخل في الكفر: فهو في منزلة بين المنزلتين؛ وقالت الوعيدية من الخوارج: إنه يكفر بالكبيرة كفرا يجري عليه أحكام الكافرين؛ والصواب ما حكم القرآن به دون ما افترقوا فيه: وهو الخصال المذكورة في صدر هذه السورة؛ إذ قال في أخرها: (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) وقد شرحنا ذلك.
الأسرار] . : تما إن المنافقين نحكم لهم بأحكام الإسلام لاظهارهم الإقرار باللسان: وذلك حكم الشريعة: ونحكم عليهم بأحكام الكفر، لاضمارهم الانكار بالجنان، وذلك حكم القيامة : ومن لم يعرف الحكمين اختبط عليه أمر الفريقين؛ ومن العجب أنه تعالى نفى عنهم الإيمان بقوله: (وما هم بمؤمنين)؛ ومن المعلوم أن قولهم أمنا بالله كان قول إقرار، والمنفي عنهم غير المتبت بقولهم؛ فإن المنفى عنهم تصديقهم بالقلب، والمثبت لهم قولهم باللسان؛ فحكم الشرع جار عليهم بما اثبنوه من قول اللسان حتى ساوى بينهم وبين سائر المؤمنبن في 2. س: فأخر.
1. س: فأخر.
ليتهنل
Page 225