============================================================
تفير سورة الفاتحة993 ومن أسرار الفاتحة الكلام على أعداد الآيات والكلمات والحروف، وتقدير العدد فيها على المعدود؛ وأنت تعرف أن الفاتحة سورة واحدة، ثم قسمت نصفين كما ورد: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي" وعرفت أن النصف الأول تعريف والنصف الثاني تكليف. تم قسمت أثلاثا، فتلث محامد الله تعالى خاصة، وثلث محاويج العبد خاصة، وثلت بينهما، كما قال -عزوجل- في (إياك نغبد واياك نشتعين): "هذا بيني وبين عبدي". ثم قسمت أرباعا، وهي الوقوف الأربعة فيها: الرحيم، الدين، تستعين، الضالين؛ وفي المعنى: التسمية، والتحميد، والتعبد، والهداية. ثم قسمت أخماسا، وهي: الآسامي، والمحامد، والتعبد، والحاجة إلى التوفيق، وطلب الهداية. ثم قسمت أسداسا، وهي: الأسامي على المبادى ، والمحامد على الكمالات، وإفاضة الرحمة على عالمي الخلق والأمر، وإقامة الطاعة في حالتي الاستطاعة والاستعانة، والتولي لأولياء الله والتبري من أعداء الله. ثم قسمت اسباعا، وهي سبع ايات متناسبة المبادي والمقاطع، وهي السبع المثاني متوازية الألفاظ والمعاني. ثم كلماتها التامات التي يفهم من كل واحدة منها معنى تام، اثنتا عشرة كلمة، تم كلماتها المفردات ثمانية وعشرون كلمة، ثم حروفها إن عدت على ولاء المكتوب فمائة واثنان وأربعون، وإن عدت على ولاء الملقوظ فمائة وأربعة وأربعون، وهي من ضرب اثني عشر في اثني عشر.
ومن الذي يعرف أسرار هذه الأعداد وتركيبها على المعدوات، وأن الوحدة فيها تقابل وحدة الأمر، وأن الاثنين فيها تقابل العالمين: عالمي الخلق والأمر، والجسماني والروحاني و أن الثلاثة فيها تقابل المبادئ الأولى: الأمر والقلم واللوح، وأن الأربعة فيها تقابل كل ما هو اربعة، وأن الخمسة فيها تقابل كل ما هو خمسة، وكذلك الستة والسبعة والاثنا عشر والتمانية والعشرون حتى يتقرر أن العالم كله فيها، وهي مفاتيح الغيب ومقاليد السماوات والأرض، وفاتحة كل كمال، وخاتمة كل مقال، فتحت بالثناء، وختمت بالدعاء، وهي شفاء من كل داء.
و في الخبر عن النبي -صلى الله عليه وسلم -: "كل ما لا يشفيه الحمد لا يشفيه شيء"1(410) وعن عبد الله بن عباس: أن عليا رضي الله عنه-ابتدا معي شرح الفانحة من العتمة 1453 فأصبحنا وما فرخ عن شرح باء بسم الله.
ليتهنل
Page 179