============================================================
104مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار الغة والمعاني والنعمة بكسر النون ما أنعم الله به على العبد من الملاذ الدنيوية1 والمعارف الدينية : وبفتح النون هي التنعم وسعة العيش، وقد نعم ينعم نعمة فهو ناعم؛ وأنعمت عليه إنعاما ونعمة.
واختلف أرباب الأصول في حقيقة النعمة شرعا وعقلا، فقال قوم: هي اللذة المطلقة: وقال قوم هي اللذة الخالصة من شوائب الضرر في العاجل والآجل؛ وعلى هذا القول ليس له تعالى على الكافر نعمة أصلا لا دينية ولا دنيوية، وما يتنعمون به مكر واستدراج؛ وقال علن بن الحسين الواقدي: أنعمت عليهم بالشكر على السراء والصبر على الضراء، وهذا خصوص بالمؤمنين. وقال بعض أهل العلم: إن الصراط المستقيم -41أ هو ما ذكره من ابتداء السورة إلى أخرها، من ذكر الأسامي والمحامد، والاخلاص في العبادة والاستعانة وطلب الهداية على صراط الأنبياء والأولياء، والاستعاذة من طريق المغضوب عليهم و الضالين3.
الأسرار] قال الذين أنعم الله عليهم بالهداية: إن الله تعالى، كما عرفنا كيف نحمده ونعبده وكيف نستعين به ونتوكل عليه، كذلك عرفنا كيف نسأل عند الحاجة، وأي الحاجات أهم وأي السؤالات أتم؛ ولماكانت الهداية أهم المهمات للعبد، وأعم الحوائج في الدين والدنيا والآخرة والأولى، قرن الأهم والأعم بالعبادة والاستعانة؛ وذلك وجه النظم بين الآية السابقة وبين الآية اللاحقة.
وسر آخر: أن المحامد والأثنية على الكمال قد سبقت؛ ومن التمس حاجة فيجب أن يقدم ثناء وحمدا للمحتاج إليه. كما أن من ذكر حمدا وثناء لمستحق الحمد فيجب أن يعرض عليه حاجة حتى يتبين ان المحمود منتهى مطلب الحاجات ومن عنده نيل الطلبات: وأنه يستغنى به ولايستغنى عنه؛ وأنه يرغب إليه ولايرغب عنه؛ فقرن أهم الحاجات وأعم المهمات بأتم التحميدات واكمل التمجيدات.
3. س: لالضالين.
2. س: يالمومن.
ليتهنل
Page 170