وسنة 1744 عصى متاولة جنوبي لبنان على حاكمه الأمير ملحم الشهابي، فجرد عسكرا من مقاطعاته كان بينه بعض الزحليين وهاجم المتاولة إلى قرية أنصار، فاستظهر عليهم وعرف اللبنانيون ببسالتهم من ذلك العهد.
22
وسنة 1747 جاء البقاع أسعد باشا العظم حاكم الشام لمحاربة الأمير ملحم حاكم لبنان، فالتقاه هذا بعسكره اللبناني الباسل، وفيه الزحليون إلى بر إلياس، فظفر به وبعسكره وهزمه إلى دمشق، فطار صيت اللبنانيين ببسالتهم وثباتهم في مواقف القتال.
وسنة 1748 حدث بينهما اقتتال في صحراء بر إلياس، وظفر الأمير وأحرق قرى البقاع، وسباها وصار غلاء شديد.
وفي تلك الأثناء كان أمراء صليما اللمعيون قد ابتنوا حوشا في ساحة القمح العتيقة،
23
وأمراء المتين اتخذوا حوشا وراء دير القديس أنطونيوس للرهبنة اللبنانية البلدية المارونية،
24
وهنا كان سكن بعض بني القنطار الدروز.
وكان للأمراء اللمعيين في تلك الأيام فريضة على سكان زحلة ثلاثة غروش على كل مكلف، ومال أميري حدا على الكروم. وامتدت سطوتهم في زحلة والبقاع وبعلبك، وكل أمير يحمي سكان حارته الذين من عهدته ويدافع عنهم بقوته. ولم يكن لحاكم لبنان العام الشهابي مال معين على السكان؛ بل كان يصادرهم (يبلصهم) بما يريد من الأموال وما يضرب من الضرائب، وهكذا كان الحال في زحلة. ولما اشتهرت برواج أعمالها بعد ذلك العهد، انصبت إليها صادرات البلاد المجاورة لها، فرتب الأمراء فيها حسبة على المد والقبان، واحتكروا هم بأنفسهم دخلها كما سيأتي.
Unknown page