معناها شارب الدم؛ لأن قايين قتل فيها أو في ضواحيها أخاه هابيل. وأن بيت لهيا
8
كانت منزلا لحواء وآدم جدينا الأولين. وأن حرمون
9 «جبل الشيخ» معناه اللعنة. وكذلك الليطاني نهر سورية المجوفة بمعنى الحرم؛ إشارة إلى لعنة قايين الذي كان أول جان في العالم، وذلك عندهم سبب قحط الجبل الشرقي، حيث اقترف فيه أول قتل عمدي طمعا في الدنيا وحسدا.
ولم يقف الزاعمون عند هذا الحد؛ بل تجاوزوه إلى ما بعد ذلك العهد العريق في القدم. فقالوا: إن الطوفان حدث في هذه البقعة؛ ولذلك ترى تأثيره الهائل في ما يحدق بها من الأودية الغائرة والجبال الناشزة والمستحجرات الحيوانية المائية في الأسناد والمشارف والقمم إلى غير ذلك. وإن نوحا بنى سفينته في الجبل الشرقي من الأرز الذي كان يظلل قمم لبنان وأسناده وسفوحه. ومن زيتون هذه الجهة الكثير منذ القديم، أخذت الحمامة التي أطلقها غصنا علامة غيض المياه. وأنه امتطى غارب السفينة من عين الجر
10 «عنجر»، وإن السفينة استقرت على جبل سنير أو القلمون
11 «بلاد الشرق»، واستقرارها كان قرب الزبداني. وإن قبر نوح هو في الكرك
12
بضواحي زحلة. وقال ابن حوقل - من مؤرخي المسلمين: إن قبر حبلة ابنة نوح على مقربة من قرية عرجموش
13 (قرب الفيضة). وقال الدمشقي: إنه يوجد قرب كرك نوح ينبوع يسمى «تنور الطوفان»؛ لأن مياهه تخرج من الأرض صعدا، وقرب العين شجرة دلب ذات جذع وأغصان شامخة كبيرة إلى غير ذلك من المزاعم التي دعم بها القائلون آراءهم.
Unknown page