التقرب بالدموع
خير ما تقرب به المحب إلى حبيبه دمع مسفوح، وقلب مجروح، ووجد مشبوب، وصبر مغلوب. والتقرب بالدمع نوع من الاستعطاف تغزى به قلوب الحسان، ومن طريفه قول الأبيوردي:
أشكو الهوى لترقي يا أميمة لي
فطالما رفق المشكو بالشاكي
يشقى بعضي ببعضي في هواك فما
للعين باكية والقلب يهواك
وهذا المعنى غير معروف عند العرب؛ فهم يرون بكاء العين من فضل حزن الفؤاد، حتى ليقولون: نعمت العين، وشقي القلب، ولكن الأبيوردي عكس المعنى، فجعل نعيم القلب في الهوى، وعذاب العين في البكاء، ثم قال:
إن يحك ثغرك دمعي حين أسفحه
فإنني جدت للمحكي بالحاكي
ما كنت أحسب أن الدر مسكنه
Unknown page