تبيح من السر الممنع ما أحمي
أغالب بالشك اليقين صبابة
وأدفع من صدر الحقيقة بالوهم
وهذا من خير ما قيل في مصانعة النفس، ومغالبة الوجد، فقد عرف الديار بقلبه، لما ضمنت منه الضلوع لأهلها النازحين، وأنكرها بطرفه، لما لقيت من الدثور والعفاء، فهو يريد أن يعتصم بالشك، لينجو من قسوة اليقين، ولكنه غلب على أمره فقال:
فلما أبى إلا البكاء لي الأسى
بكيت فما أبقيت للرسم من رسم
كأني بأجزاع النقيبة مسلم
إلى ثائر لا يعرف الصفح عن جرم
يرحمه الله! فهل رأى ثائرا أظلم من الوجد، وحاكما أجور من الصبابة! ثم أخذ يقارن بين بليته وبلية الديار، فقال:
لقد وجدت وجدي الديار بأهلها
Unknown page