صلى الله عليه وسلم
أوصى بأن يوسع الرجل على أطفاله في يوم عاشوراء، وأكاد أجزم بأن أهل الريف في مصر يحتفلون بذلك اليوم احتفالهم بعيد الأضحى من حيث التوسع في المطاعم. وفي مصر نوع من الحلوى اسمه «عاشوراء» يؤكل في ذلك اليوم، ويتخيره ناس للفطور في رمضان حتى الأرمن واليونان يقدمونه لزبائنهم في القهوات! (5)
وسنرى كيف يكون مدح أهل البيت مما يتبارى فيه الكتاب والشعراء، وسنرى كيف يحرص الشريف الرضي على إحياء يوم عاشوراء من كل عام بقصيدة يبكي فيها الحسين.
2
وسنرى طوائف من المآسي تقع لبعض العلماء بسبب التعصب للحسن والحسين، فقد حدثنا ياقوت
3
أن ابن السكيت كان خرج إلى سر من رأى فصيره عبد الله بن يحيى بن خاقان إلى المتوكل، فضم إليه ولده يؤدبهم ، وأسنى له الرزق، ثم دعاه إلى منادمته، فنهاه عبد الله بن عبد العزيز عن ذلك، فظن أنه حسده، وأجاب إلى ما دعي إليه. فبينما هو مع المتوكل يوما جاء المعتز والمؤيد، فقال له المتوكل: يا يعقوب، أيما أحب إليك: ابناي هذان أم الحسن والحسين؟ فذكر الحسن والحسين رضي الله عنهما بما هما أهله، وسكت عن ابنيه، وقيل إنه قال له: إن قنبر خادم علي أحب إلي من ابنيك. فأمر المتوكل الأتراك فسلوا لسانه، وداسوا بطنه، وحمل إلى بيته، فعاش يوما وبعض آخر ومات، ووجه المتوكل من الغد عشرة آلاف درهم ديته إلى أهله، ولما بلغ عبد الله بن عبد العزيز الذي نهاه عن المنادمة خبر قتله أنشد:
نهيتك يا يعقوب عن قرب شادن
إذا ما سطا أربى على كل ضيغم
فذق واحس إني لا أقول الغداة إذ
Unknown page