إلى هنا عرف القارئ أشياء عن ابن حجة وعن كتابه «خزانة الأدب»، فلنأخذ في نقد بديعيته في مدح الرسول، وهي تقع في اثنين وأربعين ومائة بيت، وهو عدد ما اهتم بعرضه من ضروب البديع، وهذه المناسبة العددية بين أبيات القصيدة وبين الفنون البديعية ترينا أن المؤلف لم يهتم بالمدح النبوي اهتمامه بالبديع، وإن كان لا يزال يتذكر أن قصيدته مدحة نبوية فقد رأيناه يقول: إنها ببركة ممدوحها نور هذه المطالع.
وإعجاب الحموي بقصيدته لا يمنعنا من القول بخلوها من النفحات الشعرية، فليست إلا منظومة تذكر بأمثالها من منظومات «المتون»، وأهميتها ترجع إلى الناحية التعليمية، ولنسارع فنختبر النسيب في هذه البديعية.
لي في ابتدا مدحكم يا عرب ذي سلم
براعة تستهل الدمع في العلم
بالله سر بي فسربي طلقوا وطني
وركبوا في ضلوعي مطلق السقم
ورمت تلفيق صبري كي أرى قدمي
يسعى معي فسعى لكن أراق دمي
وذيل الهم همل الدمع لي فجرى
كلاحق الغيث حيث الأرض في ضرم
Unknown page