في النوم فنهاه عن ذكر الكميت بسوء.
25
والعلم الذي نعرفه، وهو علم قليل، يشرح هذه الأحلام شرحا مقبولا، وهو يجعلها دليلا على نيات من يحلمون، فإذا استطاع العلم بعد اليوم أن يثبت صلة الأرواح بالأحياء، فسنعرف يومئذ أن الكميت كان قريبا كل القرب من روح الرسول. (8)
وقد أثرت عن الكميت مواطن مدح فيها بني أمية، فكيف يتفق ذلك لشاعر أخلص في حب أهل البيت؟ ونجيب بأنه كان ينتمي أحيانا إلى بني أمية ليقي أعراض بني هاشم، فقد لامه ابنه على أن افتخر ببني أمية، وهو يهاجي الكلبي عدوه، فأجاب: «يا بني، أنت تعلم انقطاع الكلبي إلى بني أمية، وهم أعداء علي عليه السلام، فلو ذكرت عليا لترك ذكري، وأقبل على هجائه، فأكون قد عرضت عليا له، ولا أجد له ناصرا من بني أمية، ففخرت عليه ببني أمية وقلت إن نقضها علي قتلوه، وإن أمسك عن ذكرهم قتلته غما وغلبته.»
26
وكان الأمر كما قال: أمسك الكلبي عن جوابه فغلب عليه وأفحم الكلبي.
ودخل يوما على أبي جعفر محمد بن علي، فقال له: يا كميت، أنت القائل:
والآن صرت إلى أمي
ة والأمور إلى مصاير
فأجاب الكميت: نعم! قد قلت، ولا والله ما أردت به إلا الدنيا، ولقد عرفت فضلكم.
Unknown page