خاتمة الرسالة
في ذكر العوالم الثلاثة التي هي عالم العقل وعالم النفس وعالم الجسم، وترتيب الوجود من لدن الحق تعالى إلى أقصى مراتب الموجودات على الترتيب النازل منه تعالى، فنقول:
إن أول ما خلق الله تعالى جوهر روحاني هو نور محض قائم لا في جسم ولا في مادة، دراك لذاته ولخالقه تعالى، هو عقل محض، وقد اتفق على صحة هذا جميع الحكماء الإلهيين والأنبياء عليهم السلام كما قال
صلى الله عليه وسلم : «أول ما خلق الله تعالى العقل، ثم قال له: «أقبل.» فأقبل. ثم قال له: «أدبر.» فأدبر. ثم قال: «فبعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أعز منك، فبك أعطي وبك آخذ وبك أثيب وبك أعاقب».» فنقول هذا العقل له ثلاثة تعقلات:
أحدها:
أنه يعقل خالقه تعالى.
والثاني:
أنه يعقل ذاته واجبة بالأول تعالى.
والثالث:
أنه يعقل كونه ممكنا لذاته.
Unknown page