99

Macarij Quds

معارج القدس

Publisher

دار الآفاق الجديدة

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٩٧٥

Publisher Location

بيروت

اثبات الْعقل المفارق الفعال وَالْعقل المنفعل فِي النُّفُوس الانسانية ومراتب الْعُقُول واثبات الْعقل الفعال من حَيْثُ الشَّرْع أظهر من ان يثبت لوروده جليا فِي النُّصُوص كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿علمه شَدِيد القوى ذُو مرّة فَاسْتَوَى﴾ وَكَقَوْلِه تَعَالَى ﴿إِنَّه لقَوْل رَسُول كريم ذِي قُوَّة عِنْد ذِي الْعَرْش مكين﴾ وَكَقَوْلِه ﴿وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا أَو من وَرَاء حجاب أَو يُرْسل رَسُولا﴾ وَأما من حَيْثُ الْعقل فَمن وُجُوه الأول مَا ذَكرْنَاهُ قبل ذَلِك من ترَتّب الموجودات وتفاضلها وانها فِي أجسام البسائط تَنْتَهِي إِلَى الْعَرْش وَفِي الروحانيات إِلَى الْعقل وَالنَّفس وَفِي المركبات إِلَى جَوْهَر مُحَمَّد ﷺ وَقد بسطنا ذَلِك الْفَصْل فَلَا نعيده الْوَجْه الثَّانِي قد بَان لَك ان المرتسم بالصورة الْعَقْلِيَّة غير جسم وَلَا فِي جسم لِأَن الْجِسْم يَنْقَسِم وَمَا فِي الْجِسْم ايضا والصور الْعَقْلِيَّة كُلية متحدة لَا تَنْقَسِم فَلَو حلت جسما لانقسمت وانقسامها محَال فحلولها فِي الْجِسْم وَمَا فِي الْجِسْم محَال وانت تعلم ان المرتسم بالصورة الَّتِي قبلهَا اعني الْوَهم والخيال والحس

1 / 123