120

Macani Quran

معاني القرآن

Investigator

أحمد يوسف النجاتي / محمد علي النجار / عبد الفتاح إسماعيل الشلبي

Publisher

دار المصرية للتأليف والترجمة

Edition Number

الأولى

Publisher Location

مصر

وقال فِيهِ الكسائي «وَالْمُقِيمِينَ» موضعه خفض يرد على قوله: «بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ»: ويؤمنون بالمقيمين الصلاة هُمْ والمؤتون الزكاة. قال: وهو بمنزلة قوله: «يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ» «١» وكان النحويّون يقولون «الْمُقِيمِينَ» مردودة على «بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ- إلى الْمُقِيمِينَ» وبعضهم «لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ» ومن «الْمُقِيمِينَ» وبعضهم «مِنْ قَبْلِكَ» ومن قبل «الْمُقِيمِينَ» . وإنما امتنع من مذهب المدح- يعني الكسائي- الَّذِي فسرت لك، لأنه قال: لا ينصب الممدوح إلا عند تمام الكلام، ولم «٢» يتمم الكلام فى سورة النساء. ألا ترى أنك حين قلت «لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ- إلى قوله «وَالْمُقِيمِينَ- والْمُؤْتُونَ» كأنك منتظر لخبره «٣»، وخبره فِي قوله «أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا» والكلام أكثره على ما وصف الكسائي. ولكن العرب إذا تطاولت الصفة جعلوا الكلام فِي الناقص وفي التام كالواحد ألا ترى أنهم قَالُوا فِي الشعر: حَتَّى إذا قملت «٤» بطونكم ... ورأيتم أبناءكم شبوا وقلبتم ظهر المجن لنا ... إن اللئيم العاجز الخب فجعل جواب (حَتَّى إذا) بالواو، وكان ينبغي ألا يكون فِيهِ واو، فاجتزئ بالاتباع ولا خبر بعد ذلك. وهذا أشدّ مما وصفت لك.

(١) آية ٦١ سورة التوبة. (٢) فى الطبري: «لما» . (٣) فى ج وش: لخبرهم وخبرهم إلخ. (٤) قلت بطونكم: كثرت قبائلكم. وقلب ظهر المجن- والمجن الترس-: المنابذة بالعداء والخب: اللئيم الماكر. والبيتان فى الإنصاف ١٨٩، والخزانة ٤/ ٤١٤، واللسان (قمل) من غير عزو.

1 / 107