128

Macani Quran

معاني القرآن وإعرابه

Investigator

عبد الجليل عبده شلبي

Publisher

عالم الكتب

Edition Number

الأولى ١٤٠٨ هـ

Publication Year

١٩٨٨ م

Publisher Location

بيروت

وقوله ﷿: (تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
قُرئت بالتخفيف والتشديد، (تَظَاهَرُونَ) و(تَظَّاهَرُونَ) فمن قرأ بالتشديد
فالأصل فيه تتظاهرون فأدغم التاءُ في الظاءِ لقرب - المخرجين، ومن قرأ
بالتخفيف فالأصل فيه أيضًا تتظاهرون فحذفت التاءُ الثانية لاجتماع تاءَين.
وتفسير (تظاهرون) تتعاونون، يقال قد ظاهر فلان فلانًا إذا عاونه منه قوله.
(وكان الكافِرُ على ربه ظهيرًا)، أي معينًا.
* * *
وقوله ﷿: (بالإِثْم والعُدْوَانِ).
العُدْوانُ الِإفراطُ في الظلم؛ ويقَالُ عَدَا فلان في ظلمه عدْوًا وعُدُوا
وعُدْوانًا، وعداءً - هذا كله معناه المجاوزة في الظلم.
وقوله ﷿: (ولاَ تَعْدُوا في السَّبْتِ) إِنما هو من هذا، أي لا تظلموا فيه
وقوله ﷿: (وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ).
القراءَة في هذا على وجوه: أسْرَى تَفْدوهم. وأسْرى تُفَادوهم، وأسَارى
تفادوهم، ويجوز " أسَارى " ولا أعلم أحد قرأ بها، وأصل الجمع فُعالى. أعلَم الله مناقَضتهم في كتابه وأنه قَد حرَّم عليهم قَتْلَهم وإِخْراجهم من ديارهم، وأنهم يفادونَهم إِذا أسروا ويقتلونهم ويخرجونهم من ديارهم، فوبَّخهم فَقال: (فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا).
يعني ما نال بني قريظة وبني النضير، لأن بني النضير أُجْلُوا إِلى الشام

1 / 166