Maʿālim al-qurba fī ṭalab al-ḥisba
معالم القربة في طلب الحسبة
Publisher
دار الفنون «كمبردج»
وَفِي مَطْحَنِهِ خُشُونَةٌ وَإِذَا صَبَغْتَ مِنْهُ شَيْئًا كَانَ صَبْغُهُ مَائِلًا إلَى الْخُضْرَةِ وَرَائِحَتُهُ ضَعِيفَةً وَأَيْضًا يُؤْخَذُ مِنْهُ شَيْءٌ فَيُذَوَّبُ فِي الْمَاءِ فَمَا رَسَبَ كَانَ مَغْشُوشًا، وَأَجْوَدُ الزَّعْفَرَانِ الطَّرِيُّ الْحَسَنُ اللَّوْنِ الشَّدِيدُ الْحُمْرَةِ الذَّكِيُّ الرَّائِحَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْلِطُ الجنوي مَعَ الكيتلاني وَيَبِيعُهُ بجنوي وَالْمُعَسَّلَ بالكيتلاني وَيَبِيعُهُ بجنوي.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَغُشُّ الْمِسْكَ بالراوند التُّرْكِيِّ أَوْ دَمِ الْأَخَوَيْنِ، وَرَامِكُ الْقَاطِرِ يُعْمَلُ فِي نَافِجَةٍ، وَمَعْرِفَةُ غِشِّهِ أَنَّهُ إذَا سُحِقَ فِي مَاءِ وَرْدٍ فَإِنَّ الْمَاءَ يَحْمَرُّ والراوند يَطْفُو عَلَى وَجْهِ الْمَاوَرْدِ لِأَنَّهُ خَشَبٌ، وَالْمِسْكُ الْخَالِصُ إذَا سُحِقَ قَوِيَتْ رَائِحَتُهُ وَرَشَحَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَغُشُّ الْمِسْكَ فَإِنَّهُمْ يَعْمَلُونَ نَافِجَةَ الْمِسْكِ مِنْ قُشُورِ الْأَمْلَجِ والشيطرج الْهِنْدِيِّ وَعَلَيْهَا سادروان وَيَعْجِنُونَهُ بِمَاءٍ وَصَمْغِ الصَّنَوْبَرِ وَيَجْعَلُونَ مِنْ هَذَا أَوْ مِثْلِهِ مِسْكًا وَيَحْشُونَ بِهِ النَّافِجَةَ وَيَسُدُّونَ رَأْسَهَا بِالصَّمْغِ ثُمَّ يُجَفِّفُونَهَا عَلَى رَأْسِ تَنُّورٍ، وَمَعْرِفَةُ غِشِّهَا وَسَائِرِ غُشُوشِ النَّوَافِجِ أَنْ يَفْتَحَهَا وَيُلَثِّمَهَا كَالْمُتَحَسِّي لِلشَّيْءِ فَإِنْ طَلَعَ إلَى فِيكَ مِنْ الْمِسْكِ حِدَّةٌ كَالنَّارِ فَهُوَ فَحْلٌ لَا غِشَّ فِيهِ مِنْ دَمٍ وَلَا غَيْرِهِ وَإِنْ كَانَ بِالضِّدِّ فَهُوَ مَغْشُوشٌ وَمَعْرِفَةُ غِشِّ أَنْوَاعِ الْمِسْكِ أَنْ تَضَعَ شَيْئًا فِي فِيكَ ثُمَّ تَتْفُلَهُ عَلَى قَمِيصٍ أَبْيَضَ ثُمَّ تَنْفُضَهُ فَإِنْ انْتَفَضَ وَلَمْ يَصْبُغْ فَلَا غِشَّ فِيهِ مِنْ دَمٍ وَلَا غَيْرِهِ وَإِنْ صَبَغَ وَلَمْ يَنْفَضْ فَهُوَ مَغْشُوشٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْحَقُهُ بِدَمِ الْغَزَالِ
1 / 124