انتهت الرسالة
31
ودافع عنها طه بألمعية، ونال تهنئة اللجنة الفاحصة، كما أعلنت ابنتي عن قدومها. كان ثمة كثير من القصف، وقد سبب قصف مدرسة المناجم التي كانت على مقربة منا العديد من الضحايا،
32
فاصطحبني طه إلى مونبلييه؛ حيث ستولد أمينة في الخامس من يونيو.
كنا ندهش بطبيعة الحال ونحن ننكب على طفلتنا. ففي صباح أحد الأيام لاحظت أنها ابتسمت لي عشر مرات، وأن النهار يروق لها وضوءه يتسرب من خصاص النافذة. ذلك أنها كانت وهي تحييه ب «هو ... هو ...» معجبة وفرحة تمنح أباها وجها مشرقا.
كان الجو بالغ الحرارة في مونبلييه. فقد توعك مزاج الطفلة وكنت لا أكاد أستطيع الوقوف على قدمي. وهكذا عدنا إلى البيرينيه. كانت رحلة مرهقة بالدرجة الثالثة طبعا، لكننا كنا نلتقي بصديقتنا ثانية ونعود إلى مدينة نحبها، كنا ننزه طفلتنا في ظل الأشجار الضخمة - أشجار الزان - في حديقة هنري الرابع، لم نكن بعد قد استطعنا شراء عربة لها؛ ولذلك فقد كان طه يحملها بين ذراعيه حتى مروج «جورانسون
Jurançon » حيث كنا نستمتع بقضاء النهار على العشب.
وفي أحد الأيام شعر بسعادة غامرة؛ لأنه تلقى كتابا عربيا، كان قد غرق في أثناء قصف السفينة ثم انتشل من الماء. إلا أننا عندما علمنا يوم 26 أغسطس بقصف سفينة «الجماح» فقدنا صوابنا؛ فقد كان «ضيف» - وهو زميل طه في باريس
33
Unknown page