258

Muʿāhadat al-tanṣīṣ

معاهدة التنصيص

Editor

محمد محيي الدين عبد الحميد

Publisher

عالم الكتب

Publisher Location

بيروت

٤٦ - (أَلاَ أَيهَا اللَّيْل الطَّوِيل ألاَ انجلي ...)
قَائِله امْرُؤ الْقَيْس بن حجر الْكِنْدِيّ من قصيدته الْمَشْهُورَة السَّابِقَة فِي شَوَاهِد الْمُقدمَة وَقَبله
(وليلِ كموج الْبَحْر أرْخى سدولهُ ... عَليّ بأنواع الهموم ليبتلي)
(فقلتُ لهُ لما تَمَطَّى بصُلبهِ ... وأردفَ أعجازًا وناء بكلكل)
(أَلاَ أيُّهَا اللَّيْل الطَّوِيل أَلا انجلي ... بصبحٍ وَمَا الإصباح مِنْك بأمثل)
(فيالك من ليلٍ كأنّ نجومه ... بِكُل مُغَار الفَتْل شُدَّتْ بيَذْبُلِ)
والإصباح الصُّبْح وَهُوَ الْفجْر أَو أول النَّهَار والانجلاء الانكشاف وَمَعْنَاهُ أَنه تمنى زَوَال ظلام اللَّيْل بضياء الصُّبْح ثمَّ قَالَ وَلَيْسَ الصُّبْح بأمثل مِنْك عِنْدِي لِاسْتِوَائِهِمَا فِي مقاساة الهموم أَو لِأَن نَهَاره يظلم فِي عَيْنَيْهِ لتوارد الهموم فَلَيْسَ الْغَرَض طلب الانجلاء من اللَّيْل لِأَنَّهُ لَا يقدر عَلَيْهِ لكنه يتمناه تخلصًا مِمَّا يعرض لَهُ فِيهِ ولاستطالته تِلْكَ اللَّيْلَة كَأَنَّهُ لَا يرتقب انجلاءها وَلَا يتوقعه فَلهَذَا يحمل على التَّمَنِّي دون الترجي
وَالشَّاهِد فِيهِ اسْتِعْمَال صِيغَة الْأَمر لِلتَّمَنِّي
وَقد أَخذ الطرماح هَذَا الْبَيْت وَغير قافيته فَقَالَ
(أَلا أَيهَا اللَّيْل الطويلُ ألاَ اصبحِ ... بيومٍ وَمَا الإصباحُ مِنْك بأروح) // الطَّوِيل //
وَمَا أحسن قَول أبي الْعَلَاء المعري فِي طول اللَّيْل
(وليْلينِ حالٍ بالكواكب جَوْزُهُ ... وآخَرُ من حَلْى الْكَوَاكِب عاطلُ)
(كأنَّ دجاهُ الهجرُ والفجرُ موعدٌ ... بوصلٍ وضوءُ الصُّبْح حِبٌّ مماطلُ)
(قطعْتُ بِهِ بحرًا يعبُّ عُبابُهُ ... وليسَ لهُ إِلَّا التبلج سَاحل) // الطَّوِيل //
وللوأواء الدِّمَشْقِي فِيهِ أَيْضا

1 / 264