104

وانطلق جابر بك بالسيارة في شيء من الغضب وقال في حنق: لقد هممت أن أنزل إلى هذا المجنون لأعيد إليه عقله بصفعة.

فقال الأستاذ عطية: ولماذا؟ ألم يعجبك؟

فقال جابر في غيظ: هذه رقصة مجنونة. إنه سخف. إنه هراء. وهذا التنازل الزائد عن الحدود! ثم تشجعه فوق هذا بإعطائه نقودي؟ إنها رحمة زائفة، وأولى بمثل هذا المهرج أن يوضع في إصلاحية أو سجن.

فقال عطية في هدوء: ولم كل هذا؟

فقال جابر في دفعة: ألا تعرف لماذا؟ ألا تراه يسير هكذا عاريا ويضيع وقته في الرقص الأبله؟ ألا تعلم أن أمثال هذا المهرج يجلبون على البلاد السخرية؟ توحش!

واستمر جابر بك في حنقه والأستاذ عطية مستمر في صمته.

وقال جابر: لم لا يلسع البرد هذا المخلوق فيقضي عليه ويريحنا منه؟ كيف يترك رجال البوليس هذا الرجل العاري يسير بغير حياء أمام الناس؟ وهذا السخف الظاهر - طرطور - وألوان، ولم ينس أن يضع وردة في شعره. هذه عودة إلى العصور المظلمة عندما كان الناس يتبركون بالبلهاء أصحاب الريالة ويتمتعون بمناظر السخرية.

ولما هدأ غضب جابر بك قال له الأستاذ عطية في هدوء: إلى أين تسير بي؟

فضحك جابر وقال في ظرف: لا مؤاخذة يا أستاذ عطية! دعنا من هذا الفصل البارد، لأننا ذاهبان إلى حفلة رائعة ... ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة. جمال وفن وظرف وأناقة. ألا تعرف محمود بك صعبان؟ هو يعرفك وبعث إليك بهذه الدعوة.

وأبرز بطاقة أنيقة في ظرف وردي اللون وقدمها إلى صاحبه قائلا: طبعا جيران قدماء. ولا شك أنك تذكر الآنسة «بسمة»، ومن حقي عليك أن تقدم لي الشكر على أني أخذت هذه البطاقة من محمود بك صعبان لأوصلها إليك. سترى حفلة رائعة.

Unknown page