Al-mabdaʾ waʾl-maʿād
المبدأ والمعاد
Editor
قدمه وصححه : الأستاذ السيد جلال الدين الآشتياني
Edition Number
الثالثة
Publication Year
1422 - 1380ش
Your recent searches will show up here
Al-mabdaʾ waʾl-maʿād
Ṣadr al-Dīn Muḥammad al-Shīrāzī (d. 1050 / 1640)المبدأ والمعاد
Editor
قدمه وصححه : الأستاذ السيد جلال الدين الآشتياني
Edition Number
الثالثة
Publication Year
1422 - 1380ش
حضور بساطه لميل الملك إياه ورغبته له إما لينصره بقربه أو ليستريح بمشاهدته أو ليستشيره في رأيه أو ليهيىء أسباب شرابه وطعامه فيقال إن الملك يحبه. ومعناه ميله إياه.
وهذه هي المحبة التي منشؤها قصور المحب عن الكمال الأتم والله مقدس عن نحوها. وقد يقرب عبدا ولا يمنعه من الدخول عليه لا للانتفاع والا ستيجاد بوجه ولكن لكون العبد في نفسه موصوفا من الأخلاق المرضية والخصال الحميدة بما يليق به أن يكون قريبا من حضرة الملوك وافر الحظ من قربهم بحسب استحقاقه في نفسه لا لكون الملك ذا غرض فيه وفي قربه لاستغنائه عنه. فإذا رفع الحجاب بينه وبينه يقال قد أحبه. وإذا اكتسب من الخصال الحميدة ما اقتضى رفع الحجاب يقال قد وصل وحبب نفسه إلى الملك.
وهذا المعنى الثاني من المحبة يليق بالأول تعالى لا المعنى الأول بشرط أن لا يسبق إلى فهمك دخول تغير عليه تعالى عند تجدد القرب. فإن الحبيب هو القريب من الله والقرب من الله بالبعد من صفات البهائم والسباع والشياطين والتخلق بمكارم الأخلاق التي هي الأخلاق الإلهية.
فهو قريب بالمعنى والصفة لا بالمكان. ومن لم يكن قريبا فصار قريبا فقد تغير فربما يظن به أن القرب لما تجدد فقد تغير وصف العبد والرب جميعا وهو محال في حق الله تعالى بل لا يزال على ما كان من أزل الآزال. ولا ينكشف هذا المقال إلا لأصحاب الذوق والحال.
Page 259
Enter a page number between 1 - 525