وفى تلك الأثناء وصل الخبر بأن محادثات الصلح والسلام قد حدثت فيما بين الدولتين الرومية [العثمانية] وروسيا، والى الآن لم ينته أمر الوفاق، وفى هذا الشأن أعلن إلى مسئولى الدولة العثمانية عن طريق وساطة السفير الكبير لإنجلترا بأنه قبل هذا قد حدث تكليفى بالوفاق والصلح مع هذه الدولة (إيران) من قبل دولة روسيا، وأجاب مسئولو هذه الدولة الإجابة الصريحة:" بأنه طالما لم يتحقق صلح روسيا مع الدولة العثمانية، فسوف تكون أبواب الصداقة مسدودة من هذا الجانب أيضا، ولهذا فإنه لو يصطلح فى هذه الأثناء مسئولو الدولة العثمانية مع الروس دون حضور وموافقة هذه الدولة، وحدث مثل هذا الخلاف مع الدولة، فسوف ينجر أمر الصداقة القديمة بين هاتين الدولتين إلى الخصومة، ولسوف يحدث من ناحية بغداد ما هو مقدر [ص 281].
وكان مسئولو الدولة العثمانية قد استسلموا مع هذه الدولة، بالرغم من هذه الرسائل المعتبرة إلى شمس العلماء والوزراء، وقبلوا العار والفضيحة، وبالمرة تخلوا عن العهد، وتصالحوا مع الروس، وأحضروا مجموعة أعذار غير مقبولة، وفى البداية كان هذا التوتر نفسه، ومع تلك المراحل، لم تصل إجابة قط عن هذين الموضوعين، وانتهت طاقة النواب محمد على ميرزا وتحمله عن طريق تأخير أمر عبد الرحمن باشا وتعويقه، وحصل على الإذن والعون بالإلحاح والإصرار الكثير من البلاط السلطانى، بالتوجه إلى تلك الحدود، وأيقظ عبد الله باشا من نوم الغفلة، ففوض الوزير المشار إليه حكومة السليمانية وكما كانت إلى عبد الرحمن باشا، وجعله الحاكم فى تلك الولاية. ورجع النواب محمد على ميرزا أيضا مقضى المرام إلى كرمانشاهان.
وعندما طلب سفير دولة إنجلترا الكبير من البلاط السلطانى:" بأن مسئولى الدولة العثمانية معذورون بعذر ضعف الحال بسبب الإقدام على الصلح مع روسيا، وهو موقف التعويض وعدم الاستعداد للتجهيزات عند القائمين بأمر هذه الدولة، وكان العقل القويم السلطانى مائلا إلى رعاية واتحاد الدين ووحدته، فقرر العفو عن هذه الحركة الشاذة وقرر بأن يعمل النواب نائب السلطنة من ناحية أذربيجان والنواب محمد على ميرزا من حدود كرمانشاهان والحويزة ما يلزم من حسن السلوك والرعاية بشأن رؤساء حدود تلك الدولة [العثمانية]. وتشرف بإصدار الفرمان الملكى البليغ بافتخار النواب نائب السلطنة بذلك، وهو أنه بسبب إصرار مصطفى خان الطالشى وعناده قد فاق عن الحد والنهاية فى عصيانه للدولة العلية وتشبثه بدولة الروس وسوء سلوكه بالرعايا والبرايا، فلهذا يجب ودون تعطيل وتأخير أن يقوم بقلع وطرد مادة فساده ويقدم هذا الأمر على سائر الأمور. وأرسل إسماعيل خان القاجارى وميرزا محمد خان ابن أخيه مع فوج كبير وجمع غفير من المشاة والتجهيزات اللائقة إلى أذربيجان، وكما جعل جمع جيلان مع كرجيى ذلك الإقليم جيش تجمع النواب نائب السلطنة من أجل تقدم أمر طالش [ص 282].
Page 321