274

Al-maʾāthir al-sulṭāniyya

المآثر السلطانية

Genres

فاشتاق ولى العهد اشتياقا كاملا إلى محاربته وصمم على مقابلته، وفجأة وصل الخبر بأن مرقص قائد روسيا، لم يتحمل حرارة التوقف فى قراباغ بسبب خوفه من حرب ومعركة الجيش المنصور، وكلف الجنرال" كتلارسكى" بالتوقف فى قلعة شوشى، وتحرك هو نفسه من هناك وتوجه إلى تفليس. ولأن ضربات جيش معجزات النصر فى تلك المناطق لم تكن تبقى ساحة رايات قراباغ الفسيحة عامرة، ولم تكن توجد مؤن الجيش فى تلك المناطق، فقد عبر الموكب العالى نهر أرس، وألقى برحل الإقامة فى" أصلان دوز"، وقام بتنظيم مهام وشئون جعفر قلى خان جوانشير وطائفته، وزين صدور وأكتاف جميع الأعيان كل على قدر مراتبهم بالخلاع الفاخرة، وفوض حكومة" قراجه دا" إلى جعفر قلى خان على النحو الذى كان قد وعد به الحاج محمد خان [ص 275] وقرر له أربعة آلاف تومان على هيئة رواتب سنوية لنفقاته.

ومع أن هذا القصد والمعنى كان ظاهرا وواضحا على الرأى الصائب؛ لأنه بعد هذا الفتح العظيم إذا عزم على قلع مادة فساد روس شكى وإيروان وغير ذلك، فلن يكن لأحد قط قدرة على النهوض وسيخضع الولاية المذكورة فى سهولة كاملة، ولكن بما أن تلك المنطقة وما حولها صحراء كلها وكان ادخار المؤن فى ذلك الإقليم خارج عن حيز الإمكان وحجم المدخر، والذى كان قد أدخر من أجل استهلاك جيش عاقبة الظفر فى" آصلان دوز" يجب أن يصل إلى استهلاك قوت من لا يموت أى جميع الطائفة والدواب، وتحيى جميع هذه النفوس، ولهذا منح الذخيرة المذكورة إلى الطائفة المشار اليها، وأظهر هذه الرعاية من أجل استهلاك كل هذه الولاية.

وتحرك من هناك، وقصد تبريز، وقدم إليها الموكب العالى بالنصر والميمنة قرينة الفتح والنصر، وجعل النواب نائب السلطنة الوضيع والشريف من الجيش والرعية موضع الإحسان والرعاية، كما جعل كل واحد من المجاهدين والفدائيين، الذين قد كانوا مصدر الخدمات والأعمال فى معركة سلطان بود- مشمولا بكمال الإحسان والإنعام الواسع. ووظف نساء وأطفال وورثة القتلى طبقا للنظام الدائم على رواتب ومقررات آبائهم وأسلافهم المقتولين. وفى إزاء هذا المرسوم لم يفوض بخدمة وعمل إلى أحد قط.

141 - ذكر تكليف أحمد خان مقدم وعسكر خان الأفشارى بتأديب

مفسدى بلباس:

عندما وصل إلى المقام العالى بأن طوائف بلباس قد فتحوا أبواب عدم الاعتدال على وجه أهالى" سلدوز" ومدوا يد الاعتداء والتطاول على مساكن قلعة" صاين" فقد كلف أحمد خان شيخ أذربيجان وعسكر خان الأفشارى بتأديبهم، وفى ذلك الأوان تمت معاقبتهم وتأديبهم، والذى صار باعثا على عبرة الآخرين، فمن بعد ذلك لن يصل إلى أحد ضرر وإهانة من طوائف بلباس وسوف تصبح كل الطائفة المذكورة سالكة دروب الطاعة. [ص 276]

Page 315