وفى سنة ألف ومائتين وخمس وعشرين هجرية، وطبقا لأمر النواب نائب السلطنة شيدت فى يزدآباد قلعة" نخجوان" المنيعة الأركان، التى يتصل أحد جوانبها بنهر أرس وأطرافها بالصحراء، وحوائطها محكمة بالصخرة الصماء، ويتصل خندقها بالباب، وهى تقطع طمع العدو فى الاستيلاء عليها، وأضلاعها الخارجية مثلثة وترتفع برأسها إلى الفلك، وهى مملوءة من داخلها بأنواع الغلال والحبوب والذخيرة والبارود [ص 136] والمدافع منصوبة فى أعلى الأبراج، ويكفى هذا القدر فى وصفها، حيث إن السير هرفرد جنس بارونت سفير الدولة العلية الإنجليزية قد عض أصابع الحيرة بأسنانه بعد مشاهدة الجسر الذى كان قد شيد من الخشب على نهر أرس متصلا بالقلعة، وقد اعترف متصفا العدواة التى بين إنجلترا وفرنسا بأن هذا الأمر منحصر لموسى لامى وليس له شبيه ولا نظير فى الهندسة، وقد اعترف كذلك السفير المذكور بأن الحرص على الاهتمام بظهور مثل هذه القلعة فى مدة قليلة هو من اختصاص دولة إيران القوية الأساس.
56 - تعمير قلعة النتشق:
وهى منذ فترة طويلة الحصن الحصين لأبطال إيران وأذربيچان والتى تخبر عنها قطعة لسعدى [الشيرازى] [بيتين ترجمتهما]
كان لقزل أرسلان «1» قلعة محكمة ... والتى كانت ترفع رقبته إلى [جبل] آلوند «2»
فلا خوف من أحد ولا حاجة لشى ء ... مثل ذؤابة العرائس طريقها معقد وملتو
وفى هذا العهد، كانت بركها خربة مثل عين الحقودين بلا ماء وطريقها شديد الاعوجاج وحرارتها مثل قلب الأعداء، وقد جعلها عامرة بالاهتمامات الملكية مثل بيت الأصدقاء الأوفياء، وجعل بركها الخربة ممتلئة بالارتواء من الماء الزلال، وقد عين لحراسة تلك القلعة الشامخة والقمة البازخة جمع الحراس الذين كانوا معروفين بالتجلد واليقظة، فملأوا ساحتها بالرصاص والبارود والمؤن، وأوكلوا همتهم على استحكام ذلك المكان.
Page 173