198

قال بعضهم: رأيت محمدا وإنه أشبه [ما] خلق الله به لما ذكر من حمزة بن عبد المطلب، يهز الناس بسيفه ما يقاربه أحد إلا قتله، والله ما يلتق شيئا حتى رماه إنسان بسهم، فوقف إلى ناحية جدار المسجد، وتحاماه الناس، وروي أنه قتل ذلك اليوم اثني عشر رجلا من جنود الظالمين، وكان انهزام عسكره على ما رواه الإمام المنصور بالله في رواية الفقيه الشهيد حميد المحلي في (الحدائق) بحيلة امرأة عباسية كانت في المدينة، فإنها أمر ت خادما لها بقناع أسود رفعه في منارة[مسجد ] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمرت خادما لها آخر فصاح في العسكر: الهزيمة الهزيمة، فإن المسودة قد جاءوا من خلفكم، فدخلوا المدينة، فرأوا الراية السوداء فلم يشكوا في ذلك فانهزم الناس، وبقي وحده يقاتل حتى ضربه رجل على ذقنه فسقطت لحيته على صدره فرفعها بيده وشدها، ثم رمي بنشابة في صدره فحملوا عليه من كل جانب فقتل، والذي تولى الإجهاز عليه حميد بن قحطبة، وفي بعض الأخبار أنه لما حمي الوطيس خرج النفس الزكية في قبا طاق وهو يقول [شعرا] :

قاتل فما بك إن خشيت بدونه

في ظل صرفيها إذا لم تخلد

Page 294