Maathir Abrar
مآثر الأبرار
Genres
فلما وقف على كتاب يزيد بعث إلى مروان فأوقفه على الكتاب واستشاره، فقال: أرى أن تبعث إليهم الساعة فتدعوهم إلى البيعة والدخول في الطاعة، فإن لم يفعلوا ضربت أعناقهم قبل أن يعلموا بموت معاوية، فإن علموا وثب كل واحد في ناحية، ودعا إلى نفسه، فأرسل الوليد عمرو بن عثمان إلى الحسين، وإلى ابن الزبير، فوجدهما في المسجد، فقال: أجيبا الأمير؛ فقالا: انصرف فالآن نأتيه، ثم قال ابن الزبير للحسين: أظن [أنه] ما بعث إلينا في هذه الساعة التي ما جرت له عادة بالجلوس فيها إلا لأمر، فقال الحسين: أظن طاغيتهم قد هلك فبعث إلينا؛ ليأخذ البيعة علينا ليزيد قبل أن يفشو الأمر.
قال ابن الزبير: هو ذاك، فما تريد أن نفعل؟ قال: إمض إليه فجمع أهله وفتيانه، ثم قال: إذا دعوتكم فاجتمعوا، فدخل على الوليد ومروان عنده، فأقرأه كتاب يزيد، ودعاه إلى البيعة ، فقال: مثلي لا يبايع سرا، بل على رؤوس الناس وهو أحب إليكم، وكان الوليد يحب العافية، فقال: انصرف إلى دعة الله حتى تأتينا مع الناس، فقال له مروان: والله لئن فارقك الساعة، ولم يبايعك لا قدرت عليه أبدا حتى يكثر القتل بينكما، احبس الرجل عندك حتى يبايعك، أو تضرب عنقه؛ فوثب الحسين قائما، وقال: يا ابن الزرقاء، هو يقتلني كذبت ومنت، ثم خرج فقال الوليد: والله يا مروان، ما أحب أن لي ما طلعت عليه الشمس، وأني قتلت حسينا.
Page 255