Maathir Abrar
مآثر الأبرار
Genres
فلما احتضر الحسن -عليه السلام- قال: لقد سقيت السم ثلاث مرات، ما منهن واحدة بلغت مني ما بلغت هذه، لقد تقطعت كبدي وقد أحسن من قال:
تعز فكم لك من أسوة
تفرج عنك كروب الحزن
بموت النبي وقتل الوصي
وقتل الحسين وسم الحسن
وتوفي -عليه السلام- بالمدينة وله سبع وأربعون سنة، ومدة خلافته ستة أشهر [وقليل].
وقيل: ست، وقيل: خمس واختلفوا في موته[على] حسب اختلافهم في مبلغ عمره، وكان قد أوصى أن يدفن إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن يخاف أن تراق محجمة دم.
قالوا: فلما سمعت عائشة بذلك: ركبت بغلا واستنفرت بني أمية، فقال القائل: فيوما على بغل ويوما على جمل، فجمع مروان من هناك من بني أمية وأتباعهم.
وبلغ ذلك الحسين -عليه السلام- فجاء[هو] ومن معه في السلاح ليدفنوا حسنا مع النبي وأقبل مروان وأصحابه، وهو يقول: يا رب هيجاء هي خير من دعة. أيدفن عثمان في البقيع، ويدفن الحسن في بيت النبي، والله لا يكون ذلك وأنا أحمل السيف.
فلما كادت الفتنة تستعر، قام عبد الله بن جعفر ومسور بن مخرمة وقال عبدالله بن جعفر للحسين: إنه عهد إلي أن أدفنه في البقيع بحقي عليك أن لا تخالفني في ذلك، فدفن في البقيع، وقبره مشهور مع أمه فاطمة -عليهما السلام.
Page 250