Maathir Abrar
مآثر الأبرار
Genres
وعن أبي الأسود الدؤلي قال سمعت عليا يقول: أتاني عبد الله بن سلام وقد أدخلت رجلي في الغرز، فقال لي: أين تريد؟ فقلت: العراق. فقال: أما إنك لو جئتها ليصيبنك [بها] ذباب السيف، ثم قال علي -عليه السلام-: والله لقد سمعت رسول الله يقول مثله قال أبو الأسود:فعجبت منه رجل محارب يحدث بمثل هذا عن نفسه.
وروي أنه -عليه السلام- لم ينم تلك الليلة التي قتل في صبيحتها، بل بات يمشي بين باب المسجد والحجرة، وهو يقول: والله إنها الليلة التي وعدت فيها، والله ما كذبت ولا كذبت.
ولما أراد أن يخرج من الدار تعلق مئزره بالباب، فأنشأ يقول:
أشدد حيازيمك للموت
فإن الموت لاقيكا
ولا تجزع من الموت
إذا حل بواديكا
ثم مضى إلى المسجد، وهو يقول:
خلوا سبيل المؤمن المجاهد
في الله لا يعبد غير الواحد
ويوقض الناس إلى المساجد
وكان ابن ملجم -لعنه الله- كان قد واعد ثلاثة رجال على أن يقتل كل واحد منهم رجلا، عليا وعمرا ومعاوية، وجعلوا ذلك ليلة من ليالي رمضان، فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم عليا، والقصة مشهورة.
قالوا: ولما دخل شهر رمضان كان علي يفطر عند الحسن ليلة، وعند الحسين ليلة، وعند عبد الله بن جعفر ليلة.
وكان لا يزيد على ثلاث لقم، ويقول: أحب أن يأتيني أمر الله وأنا خميص، وإنما بقي ليلة أو ليلتان.
وروي أنه رأى رسول الله في المنام، فشكى عليه ما لقي من أهل العراق فوعده بالراحة منهم عن قريب، فما لبث بعد ذلك [إلا] جمعة أو جمعتين.
Page 242