143

فقال : منقبة والله،[فقال] : وما منا رجل عرض عليه شتم أبي تراب ولعنه إلا فعل وزاد ابنيه حسنا وحسينا وأمهما فاطمة. فقال: منقبة والله؛ فقال: وما أحد من العرب له من الصباحة والملاحة ما لنا؛ فضحك الحجاج، وقال: أما هذه يا ابن هانئ فدعها؛ لأنه كان ذميما مشوه الخلقة، شديد الأدمة، مجدورا، في رأسه عوج مائل الشدق، شديد الحول.

قالوا: وكان جد الأصمعي من النواصب، ففي الرواية أنه جاء إلى الحجاج، فقال: إن أبوي عقاني فسمياني عليا، فقال: ما أحسن ما توصلت به فقد وليتك سميك يعني شتمه، وأجريت لك كل يوم دانقين فلوسا فإن تعديتهما قطعت باقي يدك، وإنما قال له ذلك؛ لأنه قد كان سرق.

فقال علي -عليه السلام-: من يشهد عليه أنه أخرجها من الحرز فشهد عليه [بذلك] ؛ فقطع يده من أشاجعه، فقيل: ألا قطعتها من زنده، فقال: سبحان الله!! كيف يتوضأ؟ كيف يأكل؟ كيف يصلي؟

قال ابن خلكان: ولما مات عبد الملك الأصمعي.قال أبو قلابة :

لعن الله أعظما حملوها

نحو دار البلاء على خشبات

أعظما تبغض النبي وأهل ال

بيت والطيبين والطيبات

قلت: وهذا يدل على أنه ورث النصب من جده.

Page 235